في عالم يتحكم في مصيره حفنة من مجانين السلاح، يحاول الشعر أن يحقق توازن الحياة والحلم، الشعر الذي يكثف ماضي الإنسانية ويندفع بها دائماً نحو المستقبل.. يقف في مطالع هذا القرن أكثر وضوحاً وقوة، وأكثر قدرة على بناء ذلك الجسر غير المرئي بين واقع البشرية وحلمها لكوكب عادل وهواء نظيف. في يوم الشعر، نرفع قلوبنا بالتحية للشعراء الشجعان على امتداد هذه الأرض، الذين وقفوا في مواجهة جنون تجار السلاح، ومقاولي الموت، وناهبي ثروات الشعوب. الشعراء الذين كتبوا قصائدهم، وواجهوا، كما ينبغي للشعراء أن يواجهوا، رغبة القتل التي تتملك أوهام الجنرالات في واشنطن ولندن وتل أبيب وأتباعهم. ثمة عدوان ثلاثي جديد يشن هذه الأيام ضد كوكبنا الأرضي. وللمرة الأولى، ربما، في تاريخ البشرية تندفع مجاميع البشر من أقصى الأرض إلى أقصاها لتعلن رفضها أيديولوجيا الموت وحكم الشركات. ثمة صحوة حقيقية لأسئلة الشعر ومكانة الشعراء في هذا العالم تتأسس الآن، أسئلة حقيقية وعميقة تعيد للشعر ذلك الاقتراب الحميم من الحياة، الذي منحه القدرة على العيش والتواصل منذ اكتشف الإنسان جسده ولغته وحقائقه المباشرة، فبنت من أجله عالماً يسبقه ويتشكل أمامه مثل نداء يستدرجه نحو الحرية والعدالة. من فلسطين التي تقاتل، مثل شاعر، أشرس احتلال على الكوكب، مدعومة بأحلام الشعراء، وطاقة الصبر والمقاومة والحلم الذي تختزنه في تاريخها وذاكرتها، من فلسطين التي بعثت للعالم مبكرة رسائل السلام والرحمة والحق.. يحيي "بيت الشعر" في فلسطين الشعراء في العالم في يوم الشعر العالمي، ويهتف معهم للحياة والإبداع في مواجهة الاستباحة والعربدة والموت.. دعوا الشعر ينتصر. 20/3/2003