صدر العدد السابع من مجلة "أقلام أون لاين" www.aqlamonline.com الالكترونية، حافلا بالعديد من البحوث والدراسات والحوارات المعمقة، في قضايا مختلفة ومتنوعة، أعدتها نخبة من الباحثين والأكاديميين والصحافيين العرب. ويطالع القارئ في مفتتح العدد، ندوة مطولة ومعمقة، عن الحرب الأمريكية المرتقبة على العراق، شارك فيها أعضاء أسرة تحرير المجلة، وضيوف من خارجها، منهم الشيخ راشد الغنوشي، المفكر الإسلامي المعروف، ورئيس حركة النهضة التونسية، والباحث الفلسطيني في التاريخ الحديث الدكتور بشير نافع. واتفق معظم المشاركين في الندوة، التي تميزت بجدالات ساخنة بين المتحاورين فيها، وتباينت فيها الآراء والمواقف، بحسب زوايا النظر، والخلفية التي تقود كل واحد منهم، وتحدد معالم تفكيره، على أن الحرب الأمريكية المرتقبة على العراق هي حرب على سائر الأمة العربية والإسلامية، وأن الحديث عن الديمقراطية، التي يمكن أن يجلبها الغزو الأمريكي في ردائه ليست إلا إيديولوجيا مفضوحة، لتغطية النوايا الحقيقية للحرب، التي تهدف للسيطرة على العراق، ومن ثم على الوضع العربي عامة، ثم على العالم بأسره بعد ذلك. وأشار بعض المتدخلين إلى أن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 قد أطلقت النزعة الإمبريالية في السياسة الخارجية الأمريكية، وأن تعداد الجيوش والأساطيل الأمريكية، التي توجد خارج أمريكا، تثبت أن واشنطن قد جعلت من العالم العربي والإسلامي موضوع حروبها القادمة. وتباينت الآراء بين المتحاورين في موضوع التعامل مع الحكومات العربية والإسلامية، في ظل الغزو الاستعماري الجديد، وهل يمكن التعامل معها، وتقوية الجوانب الإيجابية فيها، لصد الهجمة الاستعمارية، أم النظر لها، وخاصة الحكومات المرتهنة في قرارها للبيت الأبيض الأمريكي، والتعامل معها، على اعتبارها مجرد ديكور، يؤثث الاستعمار الجديد، على شاكلة الاستعمار السابق، الذي حافظ على معظم الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية السابقة، وأدار هيمنته على الأوضاع من خلالها. وتطرق الحديث لأسباب توقف موجة الدمقرطة، التي اجتاحت كثيرا من الدول، عقب نهاية الحرب الباردة، وسقوط المعسكر الاشتراكي، عند حدود الدول العربية والإسلامية. وتباينت الآراء في هذا الموضوع أيضا، وخاصة في تفسير هذا الأمر، وهل الثقافة الإسلامية هي التي لا تقبل بالديمقراطية؟، أم إن العامل الخارجي والتحولات السياسية، التي عرفتها المنطقة قبل سقوط الاتحاد السوفييتي، هي التي أنقذت حكومات المنطقة من أن تدفع فاتورة التحولات الدولية الكبرى؟. أما محور العدد فكان تحت عنوان "الإسلاميون والتحول الديمقراطي: إشكالات الفكر والممارسة"، كتب فيه الأستاذ بن عيسى الدمني مقالا بعنوان "إشكالية الإسلام والديمقراطية"، في حين كتب رفيق عبد السلام عن الديمقراطية بين "الثقافة السياسية والثقافة الإجرائية". وكتب الشيخ راشد الغنوشي مقالا بعنوان "الإسلاميون والانتقال الديمقراطي: نموذج تركيا". أما الباحث علي كردي فتساءل "هل تتحقق الديمقراطية في ظل استثناء التيار الإسلامي؟" من المشاركة في اللعبة الانتخابية. وكتب القطب الإخواني البارز عصام العريان دراسة مطولة تحت عنوان "الحركة الإسلامية والانتقال الديمقراطي: التجربة المصرية في ربع قرن". أما رئيس التحرير نور الدين العويديدي فكتب مقالا أبرز فيه أن "فوز التيار الإسلامي الانتخابي ثمرة تجذّر فكر الاعتدال ونتيجة تحولات محلية ودولية". وفي محور العدد أيضا حواران أحدهما مع سعد الدين العثماني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي المشارك في العملية الانتخابية، والثاني مع فتح الله أرسلان الناطق باسم جماعة العدل والإحسان، التي تقاطع المسار الانتخابي، يجليان فيهما موقفيهما مع التحول الديمقراطي في التجربة المغربية ومشاركة التيار الإسلامي فيها. ويتطرق العدد لقضايا أخرى متنوعة، عن واقع التدين في بعض البلاد العربية والإسلامية، وعن "البورصة ريبة أم ربا؟" للباحث الاقتصادي الدكتور خالد الطراولي، ومقال آخر للباحث الاقتصادي محمد النوري عن "مقولة العدالة والتنمية في وضع غير نام". كما يتناول العدد أيضا دراسة للباحث أحمد السميعي عن "مفهوم السلطة والمعارضة في التاريخ الإسلامي". ويتناول مصطفى بن أحمد، عضو المكتب التنفيذي السابق للاتحاد العام التونسي للشغل، واقع المركزية النقابية التونسية، في مقال تحت عنوان "الاتحاد العام التونسي للشغل بين إرادة الإصلاح وعقلية المحافظة". في حين يتطرق الباحث الهادي الظاهري لوضع حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس، مستقرئا مواقف أهم رجاله الأساسيين. ويتناول في نفس الزاوية الدكتور خالد الطراولي "التدين كمنهجية للتغيير: من نجاة الفرد إلى خلاص الأمة". وفي العدد أيضا، وفي زاوية "قضايا للحوار"، يطرح رفيق عبد السلام، الباحث في جامعة وست منستر البريطانية "رؤية مغايرة للعلمانية ودور الدين في مجتمعاتنا"، في حين يطرح رئيس التحرير رؤيته لبعض القضايا تحت عنوان "سجال مع أصدقاء علمانيين حول الاستئصال واحتكار الدين والعلمانية". ويناقش أحمد قعلول الباحث في جامعة ريدنغ البريطانية موضوع "هل في القرآن الكريم أساطير؟". نور الدين العويديدي رئيس التحرير