أكد رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أنه لا يعتقد أن العالم سيمنّ على الفلسطينيين بالدولة الفلسطينية، أو أنه «سيقدمها لنا على طبق من فضة، لاسيما أن الكثير من الدول تتواطأ مع الاحتلال، كما أن مواقف الأممالمتحدة في هذه المرحلة متراجعة وتغطي على جرائم الاحتلال وعدوانيته». وأضاف هنية في معرض حديثه لوكالة «صفا» الفلسطينية، أن استحقاق شتنبر 2011 خطوة لن ينبني عليها شيء عملي ونتائج عملية على الأرض، مشيرًا إلى أن مشكلة الشعب الفلسطيني ليست في القرارات الأممية، متابعًا «اليوم قرار وغدا دولة.. لا أعتقد ذلك!». وأوضح هنية أن هناك قرارات للأمم المتحدة ومجلس الأمن أعطت الشعب الفلسطيني حقه بإقامة الدولة لكن لا يجري تنفيذ هذه القرارات على أرض الواقع. وشدد على أن البديل يكمن في البحث عن استراتيجية فلسطينية تستند بالأساس على تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده، والتمسك بهذه الحقوق، وانتزاع الدولة من بين أنياب الاحتلال. وفيما يتعلق بملف المصالحة الداخلية، قال هنية إن المصالحة تمت والمطلوب تطبيق ما تم الاتفاق عليه عمليًا، وتابع «التمسك بشخصٍ بعينه لرئاسة الحكومة هو خروجٌ عن التوافق الوطني، وهو أحد العقبات الرئيسة لتنفيذ الاتفاق». وأضاف «من الصعب أن نربط القضية الفلسطينية، وحتى الكرامة الوطنية لا تحتمل أن تربط العلاقات الفلسطينية -الفلسطينية بشخصٍ بعينه». وفي معرض رده على ما نشر بالإعلام عن اعتراف منظمة «اليونسكو» بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، علق رئيس الوزراء «هذا أمرٌ مرفوضٌ ومدانٌ، ونحن أجرينا اتصالاتٍ مع «اليونسكو»، وهم أبلغونا أن موقفهم كما هو ولم يتغير، وسنختبر مدى دقة ذلك بالأيام المقبلة». وأكد أن القدس ستبقى عربية إسلامية، مجددًا قوله بأن حكومته أجرت اتصالات مع مسؤولين رفيعين بالأممالمتحدة والذين أكدوا أنهم لم يغيروا موقفهم من القدس، وما نُشر بالإعلام غير صحيح كما قالوا لنا. وكانت منظمة الأمم المتحدّة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) قد نفت ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخرًا حول اعترافها بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. وأكّدت المنظمة في بيان لها أنّها «وخلافًا للادعاءات التي ذكرت مؤخرًا، لم يحصل أي تغيير بالنسبة إلى موقفها حيال مدينة القدس»المحتلة. واعتبرت أنّ القدس القديمة مُدْرَجة على قائمة التراث العالمي والتراث العالمي المهدد بالخطر، وأنّها تعمل على ضمان احترام القيمة العالمية الاستثنائية للتراث الثقافي لمدينة القدس القديمة. كمَا أوضحت أنه وحسب قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة أنّ القدس لا تزال جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووضعها النهائي يجب أن يناقش ضمن مفاوضات الحل الدائم. وجاءَ هذا النفي بعدما أثار وصف القدس بأنّها عاصمة الكيان على موقع المنظمة الرسمي على الإنترنت ردود فعل غاضبة اعتبرته مخالفًا للشرعية الدولية ولقرارات الأممالمتحدة. وكانَت حركة حماس قد اعتبرت ما ورد بموقع اليونسكو «عملاً خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقرارات والقوانين الدولية الخاصة بمدينة القدس وانحيازًا لإسرائيل».