قال ممثلون عن قوى وأحزاب مشاركة في الاعتصام بميدان التحرير في مصر إن البيان الجديد لرئيس مجلس الوزراء عصام شرف لا يعبر عن طموح الثوار المعتصمين بالميدان، وأعربوا عن رفضهم له واستمرار اعتصامهم. من جهتها قالت جماعة الإخوان المسلمين إنها تنتظر تنفيذ ما أعلنه شرف. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية قابل مئات المعتصمين كلمة شرف بالرفض وقال الناشط السياسي ورئيس نادي القضاة بالمدينة سابقا المستشار محمود الخضيري إن كلمة شرف جاءت "مخيبة للآمال" وطالب النشطاء بمواصلة الاعتصام. وفي مدينة السويس رفض معتصمون بيان شرف، وقال الشيخ حافظ سلامة للمعتصمين "شرف يستخف بكم، واصلوا الاعتصام". ويطالب المعتصمون في القاهرةوالإسكندرية وأكثر من مدينة أخرى بتطهير مؤسسات الدولة ممن عملوا مع الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. من جهته قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي إن الجماعة تنتظر تنفيذ ما أعلنه رئيس الوزراء ومن بينها التغيير الوزاري. وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن هناك تباينا بين القوى السياسية بشأن استمرار الاعتصام ومواصلة الضغط، فبينما يرى عدد من الأحزاب والقوى إعطاء فرصة لتنفيذ ما أعلنه رئيس الوزراء يصر المعتصمون -وغالبيتهم من المواطنين غير المسيسين- على استمرار الضغط. وكان شرف أعلن عن إجراء تغيير وزاري خلال أسبوع وتعيين محافظين جدد قبل نهاية الشهر، وتكليف وزير الداخلية بالإسراع باستبعاد ضباط شرطة مشتبه فيهم بقضية قتل المتظاهرين أثناء الثورة. وناشد شرف المجلس الأعلى للقضاء تطبيق مبدأ العلانية على جميع محاكمات رموز النظام السابق وقتلة الثوار، "على أن تكون المحاكمات منجزة ليطمئن الشعب وترتاح أسر الشهداء". كما أعلن أنه قرر أن يتولى بنفسه رئاسة مجلس إدارة صندوق رعاية ضحايا ثورة 25 يناير وأسرهم للإسراع بتلبية احتياجات أسر الشهداء والمصابين, كما أشار إلى إجراءات وشيكة لإعادة هيكلة قطاع الإعلام والمؤسسات الصحفية. واستمع المعتصمون في ميدان التحرير إلى الكلمة عبر مكبر للصوت من جهاز راديو، وما إن انتهى شرف من إلقائها حتى أشار مئات المعتصمين بأصابع أيديهم برفض القرارات وهتفوا "معتصمين والحق معانا ضد حكومة بتتحدانا". ودعا نشطاء من بين المعتصمين إلى مظاهرات حاشدة اليوم الثلاثاء ومسيرة إلى مجلس الوزراء القريب من ميدان التحرير. من ناحية أخرى قالت مصادر من الجيش المصري إن متظاهرين في مدينة السويس المصرية احتجزوا أربعة أميركيين ومترجمهم المصري وسلموهم للشرطة العسكرية. وذكر مراسل الجزيرة بالسويس أن شهودا قالوا إن الأربعة كانوا يصورون اعتصامهم، وحين لاحظ المتظاهرون وجودهم طلبوا التحقق من هوياتهم فقالوا إنهم صحفيون لكن لم تكن معهم تراخيص صحفية. وذكرت مصادر الجيش أن الشرطة العسكرية تحقق مع الأميركيين الأربعة لمعرفة سبب وجودهم في منطقة قناة السويس.