"مسلم لمدة شهر" هذا هو عنوان مبادرة تركية للتعريف بحياة المسلمين، حيث بدأت مؤسسة اجتماعية تركية في تنظيم رحلات إلى تركيا لغير المسلمين لكي يختبروا الحياة في مجتمع مسلم. ومن خلال مبادرة "مسلم لمدة شهر" يسعى المنظمون لتوضيح الصورة الحقيقية عن الإسلام بعيدا عما يوصف بالصورة النمطية التي تربطه بالتطرف والعنف، وجاء المشاركون في رحلة مسلم لمدة شهر إلى مدينة إسطنبول التركية من الولاياتالمتحدة وبريطانبا والهند معظمهم شاركوا لكي يكتشفوا الإسلام لأول مرة، وبعضهم جاء للتعرف بشكل اكبر على التراث الصوفي في مدينة قونية التركية، يتضمن البرنامج أيضا صيام يوم واحد ويتناول فيه المشاركون طعام الإفطار مع مضيفيهم من العائلات التركية، ويستمع المشاركون كذلك إلى محاضرات من قبل رجال دين مسلمين. الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، ورئيس الجمعية الثقافية للتواصل الحضاري، قال لبوابة الشباب : هذه تجربة من عدة تجارب عديدة تقوم بها تركيا، وأنا كنت في تركيا منذ 3 اسابيع وزرت أسطنبول واسبرطه وقونيا، ورصدت مثل هذه التجارب، مؤكدا أن تركيا من الدول الإسلامية السباقة في مثل هذه التجارب، وكان بها تجربتين مهمتين، مثل المدرسة "النورسية" والتي أسسها بديع الزمان سعيد النورسي وهو من علماء الأمة الإسلامية ومن المجددين في العصر الحديث، حيث عاصر الخلافة الإسلامية، وعاصر الدولة التركية الحديثة، وكانت له مواجهات كبيرة مع كمال أتاتورك، هذه المدارس تهتم بتدريس الشباب على حب القيم، والعمل بالإسلام والتعاون مع المسلمين وغيرهم، وهذه المدارس قدمت نماذج عظيمة من الشباب حيث تقوم باعدادهم من خلال معسكرات وتدعوها خلالها علماء الإسلام، وهناك ايضا مدرسة انبثقت من المدرسة "النورسية" وهي مدرسة فتح الله كولن وهو من العلماء المجددين ومازال حيا، وله باع طويل في التنشئة وإنشاء المدارس الدولية مثل مدرسة صلاح الدين وهي لها فرع في مصر بالتجمع الخامس بالقاهرة، ولها ايضا فروع في أروبا وأمريكا، لقوة برامجها حيث يلتحق بها ألأمريكان والأروبيين سعيا وراء تحصيل القيم والتحصن بالآداب، وتعلم آداب الأسرة والتماسك الاجتماعي. وأضاف الدكتور أبو ليلة قائلا: تعد تجربة "مسلم لمدة شهر" امتدادا للتجربة التركية العديدة وأنا أرحب بها وأرى أنها ستكون مثمرة من الجيد أن نقوم بها في مصر، وقد كان هناك تجربة مماثلة في مصر وهو معسكر أبو بكر الصديق بالأسكندرية، والذي كان ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حيث كان يتجمع فيه شباب من أقطار مختلفة ويعيشون أياما إسلامية روحية، حيث تدور المناقشات لمدة 3 أسابيع بينهم وبين بعضهم البعض وبينهم وبين عدد من علماء المسلمين. وأكد ابوليلة أن الشباب لا سيما في هذا العصر المضطرب ولاسيما في عالمنا العربي وتعرضه للعديد من الهزات في حاجة إلى رعاية وإعادة تقويم التعامل معه وإعادة النظر في تنشئة الشباب وفي حاجة إلى جرعات دينية روحية، تعادل ما يتلقاه عبر أجهزة التليفزيون وبالذات التي تهدد القيم وترسخ المعاني السلبية في نفوس الشباب.