أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) عن إطلاقه لأكبر حملة إعلانات بالجرائد الأمريكية لتحسين صورة الإسلام والمسلمين في أمريكا، وتبدأ الحملة التي تستمر لمدة عام وتتكلف حوالي أربعة ملايين دولارا أمريكيا بإعلان تنشره كير يوم الأحد القادم الموافق السادس عشر من فبراير الحالي بجريدة نيويورك تايمز الأمريكية المعروفة والتي توزع 1.6 مليون نسخة. وتهدف الحملة إلى نشر مجموعة مستمرة ومتنوعة من الإعلانات الأسبوعية عن الإسلام لمدة 52 أسبوعا في عشرة من أكبر الجرائد الأمريكية، وتسعى الإعلانات المنشورة إلى توفير معلومات صحيحة ومتوازنة عن الإسلام والمسلمين للمواطن الأمريكي من خلال توعيته بخصائص الإسلام والمسلمين كظاهرة محلية في الولاياتالمتحدة، وبمفاهيم الإسلام وقيمه الأساسية، وبخصال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الكريمة وسيرته العطرة (والذي تعرض لهجوم شديد من بعض القادة اليمينيين المتشددين خلال الفترة الأخيرة)، وبموقف الإسلام من أهم القضايا المعاصرة. كما أطلقت كير موقعا إلكترونيا جديدا خاصا بالحملة وهو (http://www.americanmuslims.info )، وذلك لنشر الإعلانات المدرجة في الحملة على الإنترنت فور صدورها في الجرائد، ويحتوي المواقع حاليا على صورة أول إعلان بالحملة والذي يسمى (نحن أمريكيون. ولكن، من منا مسلما؟)، ويعرض الإعلان صورة أفراد ينتمون إلى أعراق مختلفة ويتساءل عن "أيا منهم هو المسلم !؟" ويجب الإعلان على السؤال قائلا "إننا جميعا أمريكيون مسلمون". ويضيف الإعلان مخاطبا القارئ أنه "من المستحيل أن تصل إلى أحكاما عامة عن المسلمين لأننا نمثل أكثر من مليار فرد ينتمون إلى طيف كبير من الأعراق والجنسيات والثقافات – من جنوب المحيط الهادي إلى القرن الأفريقي. ولا يعيش سوى 18 % من المسلمين بالعالم العربي. كما أن اندونيسيا هي أكبر دولة مسلمة. كما تعيش أغلبيات سكانية مسلمة في جزأ كبير من أسيا وغالبية إفريقيا، بينما تعيش أقليات مسلمة واضحة في دول الإتحاد السوفيتي السابق والصين وشمال وجنوب أمريكا وأوربا". "المسلمون الأمريكيون هم جماعة متعددة من البشر. نحن مهاجرون من غالبية بلدان العام جئنا هنا من أجل الحرية ومن أجل الفرصة. نحن أبناء لآباء مهاجرين وننحدر من سلالة الأفارقة الذي اتخذوا من أمريكا وطننا لهم على مدى أجيال. نحن مسلمون (اعتنقوا الإسلام) من خلفيات وطنية وعرقية متعددة. نحن أطباء ومحامون ومدرسون وسياسيون ونشطون في مجال الحقوق المدنية وأمهات وآباء وطلاب .... نعيش ونبنى آسرنا في مجتمعات مختلفة عبر أمريكا". "وما يجمعنا معا هو عقيدتنا المشتركة والتزامنا المشترك بسلامة وتقدم بلدنا. نحن جميعا مسلمون ونحن جميعا أمريكيون". ويقول المسئولون في كير أن الحملة تسعى إلى الرد على موجة تشويه صورة الإسلام والمسلمين التي تصاعدت في وسائل الإعلام ودوائر الرأي العام الأمريكية بعد أحداث سبتمبر 2001 والتي تشعلها الظروف الدولية الراهنة وتعمد بعض قادة اليمين الأمريكي المتشددين الإساءة إلى القيم والرموز والشخصيات الإسلامية والخلط بينهم وبين الأحداث الجارية. ويوضح عمر أحمد رئيس مجلس إدارة كير أنه "بدون توافر معلومات صحيحة ومتوازنة عن الإسلام والمسلمين سوف يترك المواطن الأمريكي العادي عرضة لناشري الكراهية في هذا البلد وحول العالم الذين يسعون إلى تأجيج الصراع بين الحضارات والأديان". كما ذكر نهاد عوض المدير العام لكير أنه "ينبغي على المسلمين الأمريكيين أخذ زمام المبادرة لتعريف الآخرين بعقيدتهم، والا تركت عملية التعريف هذه في أيادي أصحاب الأجندات السياسية والدينية الساعية للصدام". كما دعت كير المراكز والمؤسسات المسلمة في شتى أنحاء الولاياتالمتحدة بالاستفادة من الإعلانات التي ستوفرها لهم كير ونشرها في حملات موازية بالجرائد المحلية، وقد تضمن بيان كير مجموعة من النصائح العملية بخصوص سبل الاتصال بالجرائد المحلية والاتفاق معها بشأن نشر الإعلانات، ويمكن الحصول على هذه الإرشادات بزيارة موقع كير على العنوان التالي: (http://www.cair-net.org ) وعلى جانب أخر نجحت كير في تزويد مئات المكتبات العامة الأمريكية بكتب موضوعية عن الإسلام والمسلمين ضمن حملة كبرى أخرى لتزويد 16 ألف مكتبة أمريكية بمجموعة مختارة من 18 كتابا وشريط فيديو وكاسيت تتناول الإسلام بصورة متوازنة وموضوعية. وقد أعلنت كير في أوائل الشهر الحالي عن نجاحها في تغطية تكاليف إرسال المواد المعرفية المختارة إلى 4500 مكتبة أمريكية عامة وذلك بعد مضي خمسة أشهر على بداية الحملة في العاشر من شهر سبتمبر الماضي. وتهتم كير بالدفاع عن حقوق المسلمين وبالدفاع عن صورة الإسلام في الولاياتالمتحدة، كما تقوم بتشجيع مشاركة المسلمين في العملية السياسية، وبوضع بحوث ودراسات علمية عن أوضاع المسلمين في أمريكا، وبعقد دورات تدريبية لتوعية المسلمين بسبل التفاعل مع دوائر السياسة والإعلام والحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة، وتنظم كير دورات خاصة لغير المسلمين تهدف إلى توعية المؤسسات الأمريكية بصورة الإسلام والمسلمين الصحيحة، وذلك من خلال مجموعة من الدورات والبرامج المنظمة والمستمرة، ولكير 20 مكتبا فرعيا بولايات أمريكية مختلفة بالإضافة إلى مقر رئيسي على بعد خطوات من مبنى الكونجرس الأمريكي بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، كما تحتوى بعض الولايات على أكثر من مكتب لكير مثل ولايتي كاليفورنيا وتكساس، إذا تضم كل منهما ثلاثة مكاتب فرعية للمجلس. كما ترصد كير بصفة يومية كل ما ينشر عن الإسلام بوسائل الإعلام الأمريكية، وتنظم حملات الضغط الجماهيري والإعلامي للرد على ما ينشر، وذلك من خلال شبكة اتصالات (بالبريد الإلكتروني والفاكس) تصل لأكثر من نصف مليون مسلم بالولاياتالمتحدة وخارجها. كما دعت كير المسلمين إلى التبرع لمساعدة المجلس في تحمل تكاليف حملاته لتحسين صورة الإسلام والمسلمين وللدفاع عن حقوق المسلمين في الولاياتالمتحدة، ويمكن الحصول على معلومات التبرع لكير من داخل وخارج أمريكا بمراسلتنا على عنوان البريد الإلكتروني ([email protected])، أو على العناوين الموضحة أسفل هذا البيان.