أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) – وهو منظمة معنية بالدفاع عن صورة الإسلام وعن حقوق وحريات المسلمين والعرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية – عن تنظيمه لأكبر حملة من نوعها لتوعية الشعب الأمريكي بشخصية وخصال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبخصائص الإسلام من خلال نشر سلسلة من الإعلانات المعلوماتية الأسبوعية بمجموعة من أكبر الجرائد الأمريكية على مدار عام كامل، وذلك بعد أن تعرضت شخصية الرسول الكريم لإساءات متكررة من قبل أكثر من قائد متشدد من قيادات اليمين الأمريكي المتطرفة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وكان أخر هذه الإساءات تصريحات أدلى بها القائد اليميني المتشدد جيمي سوجارت في شهر نوفمبر الحالي إذ افترى على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفه بأنه "شاذ جنسيا" وأنه "ضال" انحرف عن طريق الصواب. كما طالب سوجارت بطرد جميع طلاب الجامعات المسلمين الأجانب في الولاياتالمتحدة، وطالب أيضا بالتمييز ضد المسافرين المسلمين في المطارات وتعقبهم، ووصفهم بأنهم يرتدون "حافظة أطفال على رؤوسهم". كما أدلى بات روبرتسون القائد اليميني المتشدد المعروف بتصريحات – يوم الاثنين 11 نوفمبر – وصف فيها المسلمين بأنهم "أسوأ من النازيين"، كما وجه بات روبرتسون إساءات بالغة للإسلام والمسلمين في برنامج تلفزيوني أذاعته قناة فوكس الأمريكية في 18 سبتمبر الماضي، إذ وصف بات روبرتسون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "كان مجرد متطرف ذو عيون متوحشة (تتحرك عبثا من الجنون). لقد كان سارق وقاطع طريق. وتقول أن هؤلاء الإرهابيين يحرفون الإسلام !! إنهم يطبقون ما في الإسلام". كما وصف بات روبرتسون الإسلام بأنه "خدعة هائلة"، وأن القرآن "هو سرقة دقيقة من الشريعة اليهودية". كما اتهم رجل الدين اليميني المتشدد جيري فالويل - في برنامج "ستون دقيقة " الأمريكي الذي أذيع في 6 أكتوبر الماضي - الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي"، وقال "أنا أعتقد أن محمد كان إرهابي. لقد قرأت ... (كتابات) لمسلمين ولغير مسلمين، (لكي أقرر) أنه كان رجل عنيف، رجل حرب"، كما ذكر فالويل أن "في اعتقادي ... المسيح وضع مثال للحب، كما فعل موسى، وأنا أعتقد أن محمد وضع مثال عكسي". وقد أثارت تصريحات فالويل موجه غضب واسعة النطاق في الأوساط المسلمة والعربية داخل وخارج أمريكا قادت إلى خروج مظاهرات جماهيرية في بلدان عديدة، وإلى صدور انتقادات سياسية رسمية مسلمة وعربية عديدة لتصريحات فالويل. ويقول مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن الإساءات التي وجهت للإسلام ولشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم مؤخرا أثارت حفيظة المجلس وحفيظة المسلمين والعرب داخل وخارج أمريكا، وللرد على هذه الحملات قرر المجلس استخدام أحد الأساليب المعروفة في مجال العلاقات العامة والعمل الإعلامي، وهي الإعلانات المعلوماتية، للرد على القادة اليمينيين المتطرفين وأكاذيبهم من خلال توفير معلومات صحيحة عن الإسلام وعن الرسول على نطاق واسع وبصورة منتظمة ومستمرة في وسائل الإعلام الأمريكية. وتهدف الحلمة الجديدة – والتي تسمى حملة الدفاع عن صورة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم - إلى الوصول إلى فئات هامة داخل المجتمع الأمريكي، وهي جمهور الصحف الأمريكية الكبرى والتي تصل إلى ملايين القراء وخاصة الفئات المتعلمة والمثقفة ورجال الأعمال، والأكاديميين وغيرهم من الفئات الهامة والمؤثرة في دوائر الرأي العام الأمريكي. وتتضمن الحملة تصميم وصياغة سلسلة من الإعلانات الأسبوعية، والتي تحتوى على معلومات علمية دقيقة وصحيحة عن الإسلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم، يتم نشرها في عدد من أكبر الصحف الأمريكي وأكثرها شهرة وانتشارا، كما تتضمن الحملة عناصر أخرى تضمن استغلال الإعلانات المعلوماتية أفضل استغلال من خلال نشرها على الإنترنت والجرائد والمجلات المحلية في الولاياتالمتحدة، وذلك بالتنسيق مع مكاتب كير والقيادات المسلمة في مختلف الولاياتالأمريكية. وتبلغ تكلف الحملة الجديدة 3 مليون دولار أمريكي خلال العام القادم، ويأمل المجلس في حشد طاقات المسلمين من أفراد ومنظمات وتجمعات مسلمة داخل وخارج أمريكا في التبرع لتمويل تكلفة إرسال بعض أو كل الإعلانات المتضمنة في الحملة. وتعتبر حملة الدفاع عن شخصية الرسول الكريم الحملة الكبرى الثانية التي ينظمها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) لتوضيح صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الأمريكي خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، وذلك بعد حملة المكتبات العامة الأمريكية والتي سعت إلى الوصول إلى جمهور المكتبات الذي يتميز بانفتاحه المعرفي والثقافي، والتي تبلغ تكلفتها 2.5 مليون دولار، وهي إجمالي تكلفة إرسال مجموعة مختارة من الكتب الإسلامية تقدر تكلفة كل منها 150 ألف دولار أمريكي إلى حوالي 16 ألف مكتبة عامة أمريكية، وقد أعلن المجلس منذ أيام أنه استطاع تغطية تكلفة إرسال الكتب إلى 1500 مكتبة خلال الشهرين الأولين في الحملة. وقد حرصت كير على أن تتضمن في مجموعة الكتب المهداة إلى المكتبات أكثر من مادة تعليمية عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، على رأسها كتاب "سيرة محمد (صلى الله عليه وسلم)" للمؤلف يحي إيمرك، والذي يعرض السيرة الذاتية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال تناول خلفية الرسول وطفولته والمجتمع والثقافة التي عاش فيها، كما ينظر إلى حياة الرسول الأسرية، وإلى رسالة الرسول كنبي وفلسفة الدين الإسلامي المتعلقة بقضايا شتى تتراوح بين التوحيد والعلاقة بين الأديان المختلفة. ومنها أيضا شريط عن حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) سجله الداعية يوسف إسلام، وقد تولى يوسف إسلام كتابة وإنتاج الشريط بنفسه بدرجة عالية من التقنية والحرفية. وتعليقا على حملة الدفاع عن صورة الرسول، ذكر نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن "تشويه قادة اليمين المتشدد لصورة الرسول والإسلام لدى الرأي العام الأمريكي هي محاولة للحيلولة بين المواطن الأمريكي العادي وبين فهم ومعرفة الدين الإسلامي وشخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على حقيقتيهما، وذلك من خلال تشويه صورتيهما بطريقة متعمدة ومستمرة، وأن أفضل طريقة للرد على هذه المحاولات هو نشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام وعن شخصية الرسول بطريقة إعلامية معروفة وناجحة كالإعلانات المعلوماتية". ودعا نهاد عوض المسلمين والعرب في أمريكا وخارجها إلى الإسهام في حملة توضيح صورة الرسول ذي المكانة العالية في صدر كل مسلم، وأعرب عن أمله في أن يتكاتف المسلمون في أمريكا وخارجها مع المجلس في تغطية تكاليف الحملة الأخيرة بعد ما لمسته كير من اهتمام وتحفز لدى المسلمين للرد على الإساءات التي تعرضت لها شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم. والجدير بالذكر أن نهاد عوض يتواجد حاليا في منطقة الشرق الأوسط للمشاركة في سلسلة محاضرات – تعقد في أكثر من دولة عربية - عن التحديات والفرص التي يواجهها المسلمون والعرب في الولاياتالمتحدة. كير- واشنطن: 16/11/2002