انطلقت يوم الجمعة الماضي، البطولة الافريقية لكرة اليد في دورتها 15، بمدينتي الرباط والدار البيضاء، بمشاركة عدد من الدول وخاصة منتخبات شمال إفريقيا التي تمكنت في السنوات الأخيرة من التألق على المستوى العالمي، دورة هذه السنة التي تجري على أرض المغرب لم تخرج عن سابقاتها، إذ سيقتصر الصراع على منتخبات مصر والجزائر وتونس والمغرب البلد المنظم الذي يطمح إلى تحسين رتبته ولم لا الوصول إلى الدور النهائي. سوء البرمجة وتراجع مستوى البطولة سبب في غياب الجمهور لعل الملاحظة الأساسية التي يمكن الخروج بها بعد أربعة أيام من التنافس هو جفاف المدرجات وغياب الجماهير عن متابعة المباريات، إذ غالبا ما يقتصر الحضور على جمهور الدول المتنافسة واللاعبين والمسؤولين، مع أن الجامعة فتحت أبواب القاعة المغطاة محمد الخامس وقاعة ابن ياسين بالمجان، ورغم ذلك لم يكن الحضور في مستوى طموحات المكتب الجامعي ورئيسه الذي يأمل في أن تنجح الدورة على الأقل جماهيريا، وحسب بعض المسؤولين الذين كان لنا بهم اتصال، فإن غياب الجمهور يعود أساسا إلى ضعف البطولة الوطنية، وتراجع مستوى الأندية الوطنية، والتي تفتقد إلى قاعدة جماهيرية صلبة، إضافة إلى عامل البرمجة الذي لا يساعد على استقطاب مزيد من الجماهير، ولعل ظهور الفريق الوطني الذي يلعب لأول مرة بعد 15 سنة على أرض المغرب بوجه مشرف ربما سيعطي بعض الدفئ للمدرجات ويخلق الحماس الذي تفتقده هذه البطولة الافريقية. غياب تام لوسائل الاتصال منذ أول يوم على افتتاح البطولة الافريقية ظهر قصور واضح في مجال التنظيم، وعجز المنظمون في ضمان سير عادي للبطولة، إذ لوحظ تدمر لدى بعض الحاضرين خاصة في جانب الصحافيين الأجانب الذين لم يتمكنوا من التواصل مع بلدانهم بسبب غياب أجهزة الفاكس والهاتف وحتى الانترنيت الذي أصبح وجوده ضروريا في أي مناسبة من هذا الحجم لم يتم توفيره مم حدى ببعض الصحفيين إلى استعمال هو اتفهم النقالة في محاولة لسد النقص الحاصل، وإذا كان المنظمون قد حاولوا توفير جميع المعلومات فإن عدم التجربة اثرت على عملهم وظهر جليا أن هناك عجز كبير في توفير جل الخدمات الممكنة. وانصب اهتمام المنظمين على المنصة الشرفية وتوفير كل سبل الراحة للمسؤولين على الاتحاد الإفريقي والسفراء الدين يحضرون إلى الملعب وكأن البطولة تجري خصيصا لهؤلاء. سياسة الكيل بمكيالين وإذا كان هذا حال الصحافيين الأجانب، فإن الفوضى والكيل بمكيالين تستمر السياسة المثلى في التعامل مع الأقلام المغربية، إذ وجدنا محاباة البعض على حساب البعض الآخر فمثلا حدد المسؤولون صحافيان ومصور لكل جريدة مع ضرورة التوفر على اعتماد موقع من قبل المؤسسة الإعلامية، نجد أن الواقع عكس ذلك، إذ أن بعض المؤسسات الإعلامية منحت أربع صحافيين، أما المصورين فعددهم لا يحصى، إضافة إلى وجود عدد من الأشخاص لا وجود لهم إلا في مخيلة جامعة كرة اليد ومن يدور في فلكها، مما يجعلنا مرة أخرى نطرح سؤال المقاييس المعتمدة في التعامل مع أصحاب مهنة المتاعب، الذين يرغبون دائما التواجد في كل المناسبات ذات الطابع القاري من أجل دعم الرياضة المغربية. الطموح المؤجل... وإذا كانت طموحات عبد المومن الجوهري كما صرح بذلك هي تحسين ترتيب المنتخب الوطني فإنه واجه صعوبات عديدة، سببها الأساسي هو غياب الدعم المادي وتنصل الوزارة الوصية من التزاماتها، إذ لم تخصص سوى 30 درهما لكل لاعب كمصروف للجيب، مما حدى بالجامعة إلى تحمل فرق 170 درهما ليصبح المبلغ 200 درهم، فكيف يعقل أن يحصل لاعب دولي على 30 درهما يوميا ونطلب منه تحقيق نتيجة إيجابية والوصول إلى المباراة النهائية، وكيف سيكون الحال لو لم تتدخل الجامعة التي خصصت مكافئات للاعبين تصل إلى 40 ألف درهم في حال الفوز باللقب، وعلى صعيد آخر فإن غياب بعض اللاعبين المحترفين يجعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام حول العلاقة التي تربط الجامعة بالأندية التي يلعب بها هؤلاء اللاعبين خاصة وأن هذه الأندية لا تسمح بتسريح اللاعبين سوى أسبوع واحد قبل المقابلات. خاتمة الكلام إن تنظيم البطولة الافريقية هو فرصة مواتية لتحقيق اقلاع حقيقي لهذه الرياضة، لكن في غياب إرادة سياسية حقيقية، ودعم مالي مهم، فإن أي طموح لابد وأن يتكسر وسط الأمواج العاتية وهي دعوة صريحة لكافة المعنيين بضرورة إعادة النظر في السياسة الرياضية العامة للبلاد ، ولم لا التفكير جديا في الدعوة التي أطلقها عبد المومن الجوهري بتنظيم مناظرة وطنية حول الرياضة. ع. أشرف