أدى الإضراب عن الطعام الذي يخوضه العشرات من سجناء ما يسمى السلفية الجهادية بالسجن المركزي بالقنيطرة منذ فاتح يوليوز الجاري إلى أوضاع صحية متردية لبعضهم في الأيام الأخيرة، إذ دخل محمد الشطبي، المحكوم عليه بالسجن 20 سنة بتهة تورطه في تفجيرات 16 ماي الإرهابية، في غيبوبة يوم السبت الماضي 24 يوليوز بعد ابتلاعه لدواء أوشك بسببه على الهلاك، ونقل إثرها إلى المستشفى وأدخل قسم المستعجلات وما تزال وضعيته الصحية غير مستقرة، وأوضح بيان وجهه السجناء المضربون، توصلت التجديد بنسخة منه، أن الشطبي لجأ إلى هذه الوسيلة بعدما لم تجد نداءات استغاثته نفعا. وسقط زميل آخر له هو مصطفى الضبط (محكوم عليه بالإعدام) طريح الفراش في حالة مأساوية، وانتابت محمد أعطور نوبة هستيرية لم يتلقى معها العناية الصحية اللازمة، وأوضح المضربون أن إدارة السجن لا تخرج أي مريض خارج السجن مهما بلغت خطورة صحته، ويكتفون بعرضه على الطبيب ويحقنه هذا الأخير بمسكنات، وهو ما جعل السجناء يعتبرون أن ثمة تعمد لإهمال المرضى وهم في وضع متدهور بفعل الإضراب، وكذا تعمد التضييق والاستفزاز. وقد جاء في بيان المتضررين تفصيل لحالات متعددة لسجناء يعاني من أمراض خطيرة في الجلد والكلي وبعضهم معاق جسديا كعبد الغني الطاوس الحكوم عليه بالسجن 20 سنة. وبالرغم من كل هذا التطورات الخطيرة، يصر سجناء ما يسمى السلفية الجهادية على تحميل المسؤولين تبعات التدهور الصحي والنفسي للمضربين على حياتهم، والذين أعربوا عن تأكيدهم مواصلة الإضراب إلى حين تحقيق مطالبهم، ومن أهمها مقابلة كل من وزير العدل محمد بوزوبع، ورئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان عمر عزيمان بغرض شرح مظاهر معاناة نزلاء السجن المركزي أجملوها في غياب عيش كريم في الزنازن من غذاء لائق وتطبيب واستفادة من زيارة أهلهم لهم وبوقت كافي... وأثار السجناء في بيانهم الانتباه إلى وضع وصف ب الشاذ، والمتمثل في تدخل عناصر من مديرية مراقبة التراب الوطني (المخابرات) في شؤون المؤسسة السجنية، وتضييقهم واستفزازهم للسجناء، وهو ما استنكر هؤلاء مطالبين بسحب عناصر المخابرات حتى يباشر حراس السجن الرسميون عملهم. تجدر الإشارة إلى عائلات معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية سبق أن نظمت وقفات احتجاجية أمام السجن المركزي بالقنيطرة في الشهور الماضية لمساندة ذويهم المعتقلين في إضرابهم، ويبلغ عدد أفراد المجموعة المضربين نحو 87 سجينا، صدرت في حق بعضهم حكم بالإعدام وفي البعض الآخر حكم بالسجن لمدة 20 سنة وفئة ثالثة بالسجن المؤبد. محمد بنكاسم