قال المقرئ أبو زيد الإدريسي القيادي والبرلماني في حزب العدالة والتنمية إن الوضع المغربي لا يمكن أن نكون بمعزل عن الثورات العربية، ولا بد أن يستروح بريح هذه الثورات وأن يستفيد منها بشكل إرادي استباقي حكاما ومحكومين، مبديا انزعاجه من الانتكاسات الأخيرة ومظاهر العنف والدموية والاعتداء على المتظاهرين، بعدما رأينا يضيف مظهرا متحضرا لحركة 20 فبراير السلمية، وراقيا في خطاب 9 مارس. وأبرز النائب البرلماني في المحاضرة التي نظمت في إطار ''نداء الإصلاح الديمقراطي'' من قبل كل من حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب تحت عنوان ''الثورات العربية وانتظارات الشعب المغربي''، أن الشعب المغربي ينتظر تفعيلا للخطاب الملكي ليوم 9 مارس الذي وعد بتحول جزئي عميق وجذري نحو ثنائية المسؤولية والمحاسبة، وينتظر أيضا من لجنة الإنصات إنصافا مراعيا لهوية الشعب المغربي، وإجراءات مواكبة، منها محاربة الفساد، وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين. وقال في هذا السياق إنه عوض أن يستكمل النظام إخلاء سبيل بقية المعتقلين السياسيين قام باعتقال رشيد نيني مدير جريدة المساء، وهو مؤشر غير مطمئن، تريد منه جهات إذكاء التوتر. هذا، وأبرز أبو زيد أن الثورات العربية الحالية تتميز بخصائص عدة، من بينها أنها ثورة فريدة، قائلا إن هذه الثورات أحدثت لأول مرة في تاريخنا قانونا جديدا هو قانون الغلبة للحق لا للقوة وفقا لما جاء به الخطاب القرآني، ومن أوجه التفرد أيضا، وأكد أبو زيد أن هذه الثورات صنعتها الجماهير كتلة متراصة بدون رأس أو زعيم مستصنم أوحد. كما أنها ثورة متخلقة، موضحا أنه وعبر التاريخ كانت كل الثورات عنيفة ولا أخلاقية مستدلا بكل من الثورات الفرنسية والروسية والأمريكية...