حدد إدريس واهنا المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية ببني ملال دعامتين اثنتين أساسيتين لنجاح أي تنمية بشرية من منظور قرآني هما القوة والأمانة. وأوضح واهنا في الندوة التي نظمتها المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية ببني ملال حول موضوع «التنمية البشرية من منظور إسلامي» السبت الأخير أن الدعامة الأولى ترتكز على ثلاث مقومات هي العلم والمعرفة، موضحا أن المقصود بالعلم العلم النافع لا العلم الضار أي العلم المرشد بالوحي، ثم الإيمان والتقوى أي القوة الدافعة والمحركة للإنسان، والمقوم الثالث هو العمل والسلوك الذي يجلي العلم والإيمان. أما الدعامة الثانية أي دعامة الأمانة، فيعني بها المتحدث نفسه كل ما تحمله هذه اللفظة من معاني الصدق والإخلاص والورع والتقوى والخشية والمراقبة. وخلص واهنا إلى أن التنمية البشرية لا يمكن أن تقوم إلا بالارتكاز على هذه الدعامات الأساسية بمقوماتها. وتناول سعيد شبار رئيس المجلس العلمي لبني ملال موضوع التنمية البشرية من زواية مقارنة بين التجربة الغربية التي سحبت من الإنسان مركزيته في الكون وحولته إلى آلة شعارها الربح، ليصبح جزء من معادلة إنتاجية مقابل مركزيته في الثقافة الإسلامية. وشدد شبار على أهم مقتضيات هذه المركزية منها مقتضى الخلق، لأن الإنسان مخلوق لله تعالى وله كرامة تتجلى في استخلافه وهذا تكريم له، والتكليف وحمل الأمانة لأنه مستأمن في هذا الكون وهذه وظيفة ملقاة على عاتقه. ثم مقتضى الحرية والمسؤولية لكون الحرية في الإسلام حرية مسؤولية، فمقتضى التدافع ويعني الاتجاه نحو البناء لا الهدم. وتطرق يوسف مازي عضو المجلس العلمي لبني ملال من جانبه إلى موضوع التنمية البشرية من منظور إسلامي من جانب التنزيل وأهمية مراعاة خصوصية كل بلد لصياغة أي مشروع تنموي. وحدد مازي ثلاثة شروط لصياغته وهي الفقه بالدين الإسلامي، والفقه بالواقع الإسلامي، والفقه بالواقع الإنساني. ووقف يوسف مازي عند مقومات التنمية البشرية انطلاقا من السيرة النبوية وهي الالتزام والاتزان والإصرار والانضباط والمرونة، والحفظ والعلم والإيمان والعمل والمبادرة إلى الخيرات والتقوى والرقابة الذاتية والقدرة والحكمة والإرادة الحازمة. ويشار إلى أن الندوة حضرها جمهور غفير من الأئمة والخطباء وأساتذة الفكر وطلبة وجمهور من المهتمين والمتتبعين.