ذكر مولاي عمر بنحماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، في حديثه عن الترشيد وصلته بالبحث العلمي، في إطار اللقاء الوطني الرابع للباحثين الشباب في العلوم الشرعية الأحد المنصرم بالمقر المركزي للحركة بالرباط. أن الخلل الأصلي سواء كان في العقائد أوفي العبادات أو المعاملات، إنما يأتي أساسا من جهة العلم، موضحا أن هذا المعنى شمل كل الآيات التي تتحدث عن فضل العلم، على أنه بالعلم يكون التدين الرشيد وبغير العلم قل ما شئت عن أسلوب الانحراف والزيغ. وأضاف بنحماد أنه على قدر العلم تكون الخشية، وعلى قدر الجهل يكون التقصير والغفلة، فالقاعدة الكلية هي أن كل خلل في التدين أساسه من جهة العلمية، لذلك بعث الله أنبياءه بالعلم، وضرب مثلا بإبراهيم عليه السلام وهو يجتهد في إقناع والده كانت حجته كما تشير الآية (يا أبت إنه قد جاءني من العلم، ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا). والمفروض أن العلماء هم ورثة الأنبياء. وقال الدكتور مولاي عمر بنحماد ، وكان يتحدث في اللقاء الوطني الذي نظمته اللجنة العلمية بحركة التوحيد والإصلاح،إن من أعظم الأعمال التي ينبغي أن يحملها أهل العلم هي مواجهة ما يصيب الدين الإسلامي من تحريف وانتحال وتأويل سيء على يد الغالين والمبطلين والجاهلين. وأضاف رئيس اللجنة العلمية بحركة التوحيد والإصلاح، أن الهداة عليهم أن يقوموا بترشيد الطغاة والبغاة والغلاة، حسب مصطلحات محمد طلابي عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح ورئيس لجنة الإنتاج الفكري.وحدد بنحماد أربعة أشكال من الإسهام في هذا الترشيد العلمي من الأعلى إلى الأدنى، فذكر أن المستوى الأول هو اختيار بحوث تعالج بعض الظواهر وأشكال الخلل في التدين وما أكثرها. والمستوى الثاني هو تناول هذا الجانب ضمن أعمال البحث الذي يقوم به الباحث. والثالث هو تناول مواضيع ضمن مقالات وبحوث علمية صرفة. وأما الرابع فهو دعوة الغير وإشاعة الوعي بهذه القضايا في الأوساط العلمية ليكونوا معنيين بترشيد التدين، وتلك من مسئولية أهل العلم. ويهدف اللقاء الوطني الرابع للباحثين الشباب، الذي حضره حوالي 60 من الباحثين الشباب في العلوم الشرعية، إلى تعميق التكوين العلمي للباحثين الشباب، وتوجيههم حسب اهتماماتهم ومؤهلاتهم. كما يهدف إلى ترشيد الأعمال العلمية وتوثيقها.