أثار برنامج بدون حرج على قناة ''ميدي1 تي في'' يوم الثلاثاء 10 ماي 2011 ، قضية الفتوى بين الشرعية والغرابة، استدعت لها أساتذة وباحثين من تخصصات مختلفة، حاولت الوقوف عند أهمية الفتاوى بالنسبة للمجتمع وحاجته إليها، كما أثارت التهويل الإعلامي ودوره أحيانا في تحريف الفتاوى لأغراض سياسيوية ضيقة. واستدعت آراء علماء لاستيضاح آراءهم بخصوص فتاوى سبق أن أثارت نقاشا، الأولى تتعلق بشرب الحامل غير المسلمة للخمر، والثانية تتعلق بزواج بنت التسع سنوات. وبينما اتفقت أغلب التدخلات على أهمية الفتوى وحاجة المغاربة إليها، ركز ضيوف الحلقة على أهمية ودور العلماء في توجيه وتصويب الفتاوى الخاطئة والاستدراك عليها، وقال سعيد بوعصاب أستاذ علم التفسير، إن دور العلماء هام في توجيه الناس، ويقتضي الأمر إشاركهم في النقاش الإعلامي، وفسح المجال أمامهم ليقولوا رأيهم. وأضاف أن المسلم ملزم بأن يسأل عن دينه، وأن يرجع إلى العلماء المتخصصين في الشرع، ولا يمكن لغير المختص أن يدلي برأيه في أمور الدين والشريعة. واعتبر حماد القباج، باحث في العلوم الشرعية، أن الدعوة والفتوى آليتان لتجديد الدين، وترسيخ التدين، فالدعوة مقدمة للفتوى، فهي تبين للناس العلة من خلقهم ووجودهم، وتبين لهم حق الله عليهم، وهي تورث الاستقامة كما أراد الله لهم ذلك. ومعرفة مراد الله تحتاج إلى فتوى، ومن هنا أهميتها. وأثارت فتاوى سبق ل''التجديد'' أن نشرتها نقاش في البرنامج، فبينما حاولت سناء العاجي، كاتبة صحفية، استدعاء بعض الفتاوى سبق نشرها في ''التجديد''، في محاولة منها تبرير رأيها بأن المجتمع لا يحتاج إلى وصاية العلماء، وليس من حقهم التدخل في الشؤون الخاصة للناس، وردّ بلال التليدي، كاتب صحفي، بأن ''التجديد'' نشرت ما يزيد على 8 آلاف فتوى، لم تثر النقاش منها سوى ,3 وانتقد التليدي أن يتم التركيز على الفتاوى التي أثارت ردود فعل من العلماء أنفسهم، وقال التليدي إن الفتاوى التي أشارت إليهم العاجي قد تم الاستدراك عليها، ومن قواعد البحث العلمي النزيه أن تتم الإشارة إلى الاستدراك العلمي. وأشار التليدي إلى أن الإعلام يضخم أحيانا بعض الفتاوى الغرائبية التي لا يستمع إليها أحد، والذين يركزون على الغريب منها إما أنهم لا يقرؤون ما تبقى من الفتاوى وهي الغالب، وإما أنهم يفعلون ذلك بسوء نيّة، مؤكدا أن الذي ينبغي التركيز عليه هو ما يهم المجتمع ويحلّ مشاكله وقضايا، ويجعل المسلم يعيش إسلامه في عصره بدون إحساس منه بالتناقض. وبينما حاولت العاجي أن تؤكد أن قضايا المرأة والجنس هي الأكثر إثارة للفتوى، ردّ عليها بوعصاب بالقول إننا لا نتوفر على دراسة علمية إحصائية تؤكد أن موضوع المرأة والجنس هو الأكثر إثارة للفتوى، وأكد القباج الرأي نفسه بقوله أن الموسوعات التي تشتمل على الفتاوى تشير إلى أن فتاوى المرأة والجنس لا تتعدى أقل من 2 في المائة من الفتاوى التي صدرت، وقال إن الترويج لهذا الرأي فيه تهويل ومبالغة. وأثار البرنامج فتوى تزويج بنت التاسعة، وأورد تصريحا للشيخ المغراوي بخصوصها، الذي نفى أن يكون قد أفتى بتزويج بنت التاسعة ولا زوّج بنته أو إحدى حفيداته في تلك السن، وأنه لم يحدد سنّا معينا لزواج البنت أصلا، وإنما فسّر آية من سورة الطلاق، ولم يفت أصلا في المسألة، منتقدا التحريف الإعلامي للآراء العلماء. وقال حماد القباج إن الشيخ المغراوي لم يتراجع عن فتوى لأنه لم يفت أصلا، وإنما فسّر آية في سياقها النظري العلمي. ومن جهته، قال عبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع، إن التساؤل ينبغي أن يطرح حول غياب العلماء المغاربة عن الفتوى في القضايا السياسية، مشيرا إلى أن الرأي العام لم يسمع لحد الآن موقف العلماء المغاربة من المعاملات الربوية، كما لم يسمع منهم أي فتوى بخصوص الموقف من حركة 20 فبراير، والعديد من القضايا التي تهم الشأن العام.