ما هو تفاعلك مع شعار ''مراكش فيها الإرهاب وموازين على الأبواب'' والذي بات يردد اليوم في الشارع المغري؟ أولا كلنا ضد الإرهاب وأي مغربي تصادفه سيقول لك أنه ضد الإرهاب وضد قتل الأبرياء وكلنا مع الكرامة والحرية والعدالة للمغاربة، وأعتبر أن المشرفين على تنظيم المهرجان السلطوي موازين هم يستمرون في تلميع صورة الفساد. أمام دعوات ملايين المغاربة المطالبين بإلغاء مهرجان موازين كيف تقرؤون إصرار المنظمين على تنظيمه متجاهلين كل هاته الأصوات الشعبية؟ هذا أمر يثير السخرية، وأنا أتساءل لماذا يريد المنظمون أن يفرضوا الفرح على المغاربة بالقوة وبتبذير الملايير وبمبررات واهية. وكأنهم يقولون للشعب المغربي المناضل من أجل الحرية تعالوا لنلهيكم عن قضاياكم الحقيقية والمصيرية إذن هذا مهرجان ''لهاية' ويعاملنا وكأننا أطفال صغار. كما أنهم يريدون التغطية على كفاح ونضال المغاربة من أجل الحرية، ويريدون تحريف الأنظار وصرفها عن الواقع الحقيقي للمغاربة، ولتقديم صورة الاستقرار وأن المغاربة يريدون الرقص والغناء، وهي مناسبة لنؤكد مرة أخرى أننا نحب الفن والانفتاح على الثقافات الأخرى ودعوة فنانين أجانب إلى المغرب وهذه أمور مفروغ منها لكن هم يريدون أن يفرشوا لهم الأرض بالدولار. هم يقولون أنكم بمناهضتكم لموازين فأنتم ضد الفن وتعادونه؟ أولا نحن لا نسمح لأي أحد أن يتكلم باسم المغاربة جميعا وقد أكدنا لمرات عديدة أننا مع الفن ومع الفنانين، وبالتالي فقولهم بأننا ضد الفن هي محاولة فاشلة ويائسة وهو تحد من المنظمين ضد كرامة المغاربة وضد إرادتهم لأن أصحاب هذا المهرجان هم من يقفون حقيقة ضد الفنانين المغاربة بحيث لا يخدمون سوى مصالحهم كما يدفعون الملايير من المال العام ومن أرزاق المغاربة لإقامة مهرجان سلطوي. وبالتالي فمهرجان موازين هو بمثابة ''مكياج'' لا أعتقد أنه سيخفي تراجيديا ومأساة المغاربة. أما الحديث عن وجود أناس ضد الفن فهذا كلام باطل ومردود عليهم، وأنا أقول لمنظمي مهرجان التبذير ومن خلالهم لشاكيرا ويوسف إسلام وكاظم الساهر أن يغنوا بشكل مجاني ولصالح قضايا الشعب المغربي، إذن فأنا كنت منذ البداية ضد هذا المهرجان السلطوي الذي لا علاقة له بالمهرجان الفني ولا بالانفتاح الحضاري ولا بالإشعاع الثقافي. وأتساءل عن ماذا يربح الفنانون المغاربة من هذا المهرجان؟ وماذا يربح المغاربة من هذا المهرجان؟، خاصة أننا أمام صحوة شعبية من أجل نيل الحقوق واسترجاع الحريات وبالتالي المهرجانات التي ينبغي أن تقام هي مهرجانات من أجل الحرية ومن أجل الكرامة ومن أجل الدفاع عن حقوق المغاربة، لأنني أعرف أن أولئك النجوم الذين يأخذون الملايير عليهم أن يعلموا أن نسبة كبيرة من الشعب المغربي بدون عمل ولا مسكن، وأن المستفيد الوحيد هم المنظمون وذلك على حساب الهوية والثقافة والفن المغربي. فهل الشعب المغربي الفقير سيشاهد شاكيرا؟، وهي التي تتوفر على أموال طائلة ألا يفترض بها أن تغني تضامنا مع الشعب المغربي دون أن تأخذ درهما واحدا، وكذلك السيد كات ستيفن ولكن هذا لا يمكن أن يحدث لأنهم أتوا لأخذ الملايير، ومرة أخرى فإن هذا المهرجان لا علاقة له بالفن ولا بالثقافة وهو يريد ترويج صورة كاذبة عن المغرب بكونه بلدا مستقرا ولا ينقصه سوى الرقص. إنهم يضحكون على الشعب المغربي المثخن بالجراح، فكأنهم يقولون له ارقص على دمائك وعلى جراحك مثل ''الفروج'' الديك، إذن يريدوننا أن نرقص على نغمات جراحنا وعلى حقوقنا الضائعة وكان يفترض بأولئك الفنانين أن يقفوا إلى جانب الشعب المغربي الذي خرج إلى الشارع من أجل نيل حريته. وأدعوا المنظمين إلى مناظرة في الإعلام العمومي حتى نعرف حقيقة من ضد الفن وضد الثقافة والهوية المغربية والفنانين المغاربة. يقولون إن هناك جهات ضد المهرجانات ككل وليس فقط ضد موازين؟ لا، هي ضد موازين فقط، ثم لماذا يتميز بهذه الحظوة وتعطاه هذه الهالة والمكانة دون باقي المهرجانات الأخرى، وتخصص له ميزانية تضاعف عدة مرات ميزانية وزارة الثقافة ككل. إذن لماذا تحظى الجمعية المنظمة بهذه الحظوة بالقوة من دون كل المؤسسات بميزانيات ضخمة في ظرفية قاسية بالنسبة للشعب المغربي. أما فزاعات المناهضي للفن فهذه فزاعة لم تعد تخيف أحدا والكل اليوم يتحدث على أن مهرجان موازين هو مهرجان التبذير وسلطوي ومفروض على المغاربة. وأنا مستعد لأشرح لشاكيرا وكات استيفن ولكل النجوم وضعيتنا كفنانين مغاربة مقصيين وممنوعين من تقديم عروضنا لا في موازين ولا في غيرها. إذن هذا مهرجان التبذير وترويج صورة مزيفة وكاذبة عن واقع المغاربة وأقول لهم إنكم لن تستطيعوا مهما حاولتم تغطية الشمس بالغربال. المنظمون يقولون أن الحديث عن الهشاشة والفقر والعطالة...، هو كلام غير ذي موضوعية لكون المهرجان يخلق العديد من فرص الشغل وينعش اقتصاد المدينة...؟ يا عجبا، يحرك الشغل لمدة أسبوع ويختفي؟ ويلهفون هم الملايير هذا ضحك على الذقون فالميزانية المهولة المخصصة لمهرجان اختلال الموازين هي كفيلة بأن تحرك الاقتصاد دون حاجة إلى المهرجان. إذن فالمهرجان يريد ترويج صورة مفادها أن المغرب ''بخير ولى خير وثقافة العام زين'' وهذه موازين مختلة ومغشوشة. ولو كانت هناك إرادة حقيقية للإصلاح لتم إلغاء هذا المهرجان وعلى الأقل احتراما الأرواح الضحايا الذين سقطوا في مراكش. المنظمون يقولون أيضا أن المهرجان ترفضه أقلية كما يحصل كل سنة وليس الملايين بمعنى أنكم تبالغون في الأرقام؟ وهل قاموا بعدها وهل لديهم من تقرير في الموضوع، أنا أقول العكس تماما فأقلية قليلة جدا هي المستفيدة من تنظيم هذا المهرجان، ونقول لها إنها لن تنجح في ذلك وأتحداهم أن يكشفوا للصحافة العقود التي يمضونها مع أولئك الفنانين، أما الأرقام التي يقدمونها في الندوات الصحفية فهي أرقام غير صحيحة وأين الشركات التي تشرف على الإعداد والتي تشرف على الإشهار وغيرها من المصاريف، ولذلك أقول أننا في حاجة اليوم إلى مهرجانات الحرية والكرامة وأقول أنه من حق المجتمعات التي حققت هذه القيم أن ترقص وتغني أما نحن فإننا لم نحققها بعد، وبالتالي فهذا المهرجان يشكل تحدي ضد كل المغاربة، مستعملا في ذلك الإعلام العمومي في احتكار واضح له سواء المرئي منه أو المكتوب أو المسموع فلماذا كل هذا الاحتكار لمؤسسات الشعب ولماذا لا يفتح الباب للرأي الآخر لكي يعبر عن نفسه حتى لو افترضنا أنه أقلية كما يدعون، لنقول للعالم إن المغاربة مشغولون اليوم بالدفاع عن كرامتهم وحرياتهم، إذن فهم الأقلية التي تريد وضع ''المكياج'' لإخفاء الحقائق بالمغرب. وأنا أطالب بفتح تحقيق حول مالية هذه المؤسسة وهذا المهرجان ومحاسبة ومتابعة المتورطين في تبديد المال العام. وبهذا هم يحاربون الفن المغربي والثقافة المغربية والهوية المغربية ويسعون إلى طمسها من خلال تغليب كفة الأجنبي على المحلي وإقصاء الفنانين المغاربة وغايتهم الوحيد هي جم الثروات وإشاعة الفساد. في مسألة الكشف عن أجور الفنانين فإن المنظمين يتحدثون عن عقود سرية بينهم وبين الفنانين لا يحق لأي طرف منهما الكشف عليه؟ هذا أمر يمكن أن يكون بين طبيب وأحد مرضاه، أما والموضوع يتعلق بالمال العام، فهذا تهرب من الضرائب، ثم أين هي الشفافية وأين هو الوضوح؟ ولذلك فنحن منخرطون في هذه المعركة من أجل محاربة الفساد والاستبداد والكشف عن الحقيقة، ومن حق جمعيات حماية المال العام والمعطلين ومنسقية إلغاء موازين وكل مناهضيه الاحتجاج ضده ومناهضته. وموضوع السرية هذا يؤكد صوابية ما نقوله حول الميزانية المرصودة والتي كشفت بعض المنابر الإعلامية عن جزء منها واكتشفت فظاعتها، فكيف يعقل أن يصل المبلغ المسلم إلى الفنانة الأمريكية ''هوستن'' 057 كمليون سنتيم والتي تليها 056 مليون سنتيم، ناهيك عن تكلفة التنقل والإقامة والتعويضات و...، ثم لماذا لا يعمد المجلس الأعلى للحسابات إلى افتحاص هذه المؤسسة؟ هل تتمتع بالحصانة أو لديها فيتو، فهذه مؤشرات تؤكد كلها أن هناك أمور تتم تحت الطاولات، إذن مسألة السرية تؤكد أن هناك ''لخواض'' ناهيك عن تبذير المال العام واستغلال النفوذ والسلطة. البيان الذي أصدرته مجموعة من الهيآت الفنية يكرر مسألة معادات الفن والتفكير الظلامي للمناهضين؟ الظلام هو المخيم والمسيطر على إدارة مهرجان موازين ونحن نريد الشمس ونريد الوضوح وهذا الكلام هو تهرب من مطالب الإلغاء والمحاسبة وهذا يدخل ضمن الإرهاب الفكري لأنه يتهم شرائح واسعة من المجتمع ويقولونها ما لم تقل وهذا أمر خطير في تقديري لا ينبغي السكوت عنه ولا التساهل معه، لأن الحديث هو عن الفساد وبالتالي فإثارة مسألة التفكير الظلامي هو هروب من المعركة الحقيقية. ونقول لهم أن هاته الفزاعة لم تعد ذات جدوى وأصبحت مرفوضة من الأساس. المنظمون يصرون على تنظيم المهرجان ويقولون أنهم لن يلغوه؟ هذا كلام مرفوض مرة أخرى، ويجب إلغاء هذا المهرجان المفروض على المغاربة بالقوة وسلطة المال والنفوذ، ثم وهم المتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان نقول لهم أليس من الديمقراطية أن نرفض مهرجان اختلالا الموازين هذا وأن نحتج ضده وبالتالي فالمنظمون أقلية يرفعون شعارات كاذبة ولا يهمهم الرأي الآخر ولا يحترمونه. واذكر ختاما بدفاعي عن الفنان المغربي وحقه في المشاركة أولا وعن ضرورة التمكين للثقافة المغربية والاهتمام بالفنان المغربي لا أن نفرض مهرجانا على الشعب المغربي. وسنستمر في الدفاع عن حق الفنان المغربي وكل الشعب المغربي في الحرية والكرامة والدفاع عن ثقافتنا وهويتنا.