دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى الرحيل عن السلطة ومغادرة ليبيا لتجنب اراقة مزيد من الدماء في الاقتتال الدائر بين النظام والمعارضة المسلحة. وقال اردوغان للصحافيين في اسطنبول ان الحكومة التركية ما زالت على اتصال دائم مع القذافي منذ تفجر الاقتتال في ليبيا وانها دعته مرارا الى الاستجابة للمطالب الشعبية بالتغيير والاصلاح. وأضاف ان الجانب التركي طرح مبادرة لانهاء العنف في ليبيا تنص على تخلي القذافي عن السلطة والرحيل عن البلاد "لكن للأسف الشديد وقعت تمنياتنا على آذان صماء" في اشارة الى فشل المبادرة. ورفض الاتهامات الموجهة الى تركيا بأن تحركاتها بشأن ليبيا جاءت لحماية مصالحها الخاصة في البلاد لا سيما مشروعات بمليارات الدولارات تنفذها شركات تركية هناك مشددا على أن السلوك التركي حيال ليبيا هو انساني بحت. وأضاف "لقد تعاملنا بمسؤولية كاملة مع الوضع في ليبيا منذ البداية وركزنا على الأبعاد الانسانية للأزمة في ذلك البلد خلافا لدول أخرى لا هم لها الا الحقول النفطية الليبية". وأكد ان الموقف التركي ازاء الوضع الليبي لم يكن لأغراض التباهي أو للحصول على مصالح أو نفوذ وانما جاء انطلاقا من بعد انساني بحت. واتهم دولا دون أن يسمها بأنها تشن حملة تشهير للنيل من الدور التركي في ليبيا مؤكدا ان تركيا لم تفقد هدوءها حيال الأزمة الليبية وما زالت تواصل سياسة مستقرة وثابتة. يأتي ذلك في وقت لا تلوح فيه أي بوادر لتسوية سلمية للصراع الدموي في ليبيا والذي دخل أسبوعه العاشر رغم المبادرة التركية الرامية لوضع حد للاقتتال الذي خلف آلاف القتلى والجرحى. ورغم التدخل العسكري الدولي بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1973 فان قوات النظام الليبي ما زالت تسيطر على الجزء الشرقي من البلاد وتشن هجمات على مدن الغرب في محاولة لاستعادتها من قبضة المعارضة المسلحة.