صعّدت تركيا من لهجتها تجاه سوريا بعد بيان وزارة الخارجية التركية السبت 23 أبريل 2011. وأبرزت كل الصحف التركية يومياً وبعبارات قاسية، الجانب الدموي من الأحداث في سوريا بمعزل عن الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي. وأبرزت صحيفة «صباح» الموقف التركي من سوريا على انه تحذير من خمسة بنود. ورأت أن الأسد قد أدار الآذان لكل النصائح التركية، بحيث أن الأتراك قد يئسوا من تجاوبه فكان بيان وزارة الخارجية التركي الذي يمكن أن يقع تحت عدة عناوين: 1 الامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة تجاه التحركات الشعبية. 2 الاستمرار بخطوات الإصلاح بتصميم أكبر وبسرعة أكبر وإتمامها في أسرع وقت. 3 التحرك بما يتناسب مع جوهر الإصلاحات لفظا وروحا. 4 إعادة تأسيس السلم الاجتماعي والامتناع عن أي خطوات تصعيدية. 5 التصرف بصبر وحكمة لعدم تصاعد العنف. وكانت وزارة الخارجية التركية قالت، في بيان السبت الماضي، «تدعو تركيا (السلطات السورية) إلى التصرف بأقصى قدر من ضبط النفس، والإحجام عن العنف واعتماد الوسائل الملائمة أمام التظاهرات الضخمة». وأضافت إن الإصلاحات في سوريا «ينبغي إجراؤها بتصميم وإنهاؤها بأسرع وقت ممكن وتطبيقها من دون إضاعة الوقت»، كما على السلطات السورية «التصرف عملا بروح ونص الإصلاحات المعلنة». وقالت الصحافية في «صباح» دويغو غوفينتش إن موقف وزارة الخارجية التركية يولي أهمية للشعب السوري أكثر من الأسد. وأضافت انه «في ضوء عدم إصغاء الأسد للرسائل التي أرسلها (رئيس الحكومة رجب طيب) اردوغان مع وزير الخارجية احمد داود اوغلو ورئيس الاستخبارات حاقان فيدان فإن أنقرة قررت تغيير موقفها فكان بيان وزارة الخارجية التركية». ويكتب الباحث التركي في معهد «كارنيغي» في واشنطن عمر طاشبينار إن أنقرة أمام الامتحان السوري، معتبراً أن النموذج التركي الأنجح على صعيد تصفير المشكلات، وهو مع سوريا يواجه قلقا في تركيا. وقال إن «الديناميات التي شهدتها مصر وتونس قد بدأت تعمل في سوريا، لكن سوريا تختلف عن مصر وتونس في بنيتها بحيث أن الخطر في سوريا أكبر بكثير». وأضاف طاشبينار إن «الأسد يواجه مشكلة مع محيطه قبل أي شريحة أخرى». وانتقد موقف الولاياتالمتحدة الذي يتهم إيران بالتحريض على استخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا، موضحاً أن هذا الموقف يأتي ردا على اتهام دمشق لأميركا وإسرائيل بالتآمر على سوريا، مستغرباً تجاهل الديناميات الداخلية في سوريا. لكن الكاتب يرى أن «موقف الحكومة التركية لا يزال دون المستوى المطلوب من إدانة الأسد، إذ أن من مصلحة تركيا الاستقرار في سوريا، وهذا يتطلب إدانة النظام في سوريا. إذ ليس أكثر من الحرب الأهلية عنوانا للخطر وعدم الاستقرار». ووصف طاشبينار موقف أنقرة بأنه الأصعب في السنوات الأخيرة، ويجب أن تخاطب الأسد بصوت عال، حيث أن الصديق الوحيد الديموقراطي لسوريا هو تركيا، وعلى أنقرة استخدام كل تأثيرها على دمشق.