بجانب آلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يرزح 43 أسيرًا عربيًا يدفعون ضريبة حبهم لفلسطين.. ويمثل يوم الأسير العربي، الذي يصادف 22 من نيسان مناسبة يجدد فيها الفلسطينيون العهد لهؤلاء الأبطال، الذين عبروا الحدود واخترقوا الصعاب ليشاركوا في مسيرة الجهاد ومواجهة المحتل الغاصب. وبحسب بيان صادر عن وزارة الأسرى الفلسطينية فإن (43) أسيرًا عربيًا من جنسيات عربية مختلفة منها الأردن، وسوريا، ومصر، والسودان، والسعودية، يقبعون بسجون الاحتلال الصهيوني. هامات سامقة يقول إسماعيل ثوابتة "مدير المركز الوطني للدفاع عن الأسرى" في تصريحات ل"المركز الفلسطيني للإعلام": "إن الأسرى العرب بسجون الاحتلال يمثلون وسام فخر على جبين الأمة، وهم بمثابة دليل على مدى العمق العربي والإسلامي وارتباط العرب بقضيتهم المركزية الأولى فلسطين، التي هبوا لنجدتها متحدّين كل الصعاب". وذكر ثوابته أن الأسرى العرب يواجهون ظروفًا اعتقالية صعبة مع معاناة استثنائية نتيجة الحرمان من الزيارة بحجج أمنية صهيونية واهية، إضافة لمشكلة عدم إطلاق سراحهم بعد انتهاء محكومياتهم. مشددًا على أن "شعبنا يقدّر هؤلاء الأبطال ولا ينساهم، حتى اعتبرتهن الكثير من أمهات الأسرى الفلسطنيين أبناء لهن". مفخرة الأمة من جانبه، أكد عبد الناصر فروانة، الباحث في شؤون الأسرى بسجون الاحتلال الصهيوني "أن الأسرى العرب يعتبرون جزءًا لا يتجزّأ من الحركة الوطنية الأسيرة، ومفخرة للأمة العربية، وأن شعبنا الفلسطيني يحيي هذه المناسبة العظيمة بطرق وأشكال مختلفة وفعاليات متعددة، تقديرًا لهم ولمواقفهم وبطولاتهم ووفاءً لتضحياتهم ونضالاتهم جميعًا". وأشار إلى أن من بين أبرز المعتقلين العرب الأسير السوري صدقي المقت من هضبة الجولان السورية المحتلة، والمعتقل منذ آب/ أغسطس عام 1985، وأحد جنرالات الصبر ممن أمضوا أكثر من ربع قرن بسجون الاحتلال. المفقودون ويؤكد فروانة أن المئات من الأشقاء العرب الذين قدموا لفلسطين للجهاد ومقاومة الاحتلال يعتبرون في عداد المفقودين، ولا يُعرف إن كانوا قد اعتقلوا وزجّ بهم في السجن الصهيوني السري 1391، أم أنهم استشهدوا ودفنت جثامينهم في مقابر الأرقام، أم استشهدوا وسرقت أعضائهم وتناثرت بقايا جثامينهم الطاهرة هنا وهناك. أشار الباحث إلى أن الأسرى العرب واجهوا - مثل زملائهم الفلسطينيين - انتهاكات وجرائم وإجراءات صهيونية قهرية ومعاملة لا إنسانية، كما أنهم شاركوا بفاعلية في كافة الإضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة ضد إدارة السجون الصهيونية لانتزاع حقوقهم، وقدموا تضحياتٍ جسامًا. الشهداء ولم تخلُ قائمة شهداء الحركة الأسيرة من الشهداء الأسرى العرب، فكان من بينهم الشهداء: حسن سواركة من العريش، وعمر شلبي من سوريا، وهايل أبو زيد من الجولان، وصلاح عباس من العراق، وغيرهم الكثيرون الذين امتزجت دماؤهم بدماء شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية. ومن أبرز ما يعانيه الأسرى العرب في سجون الاحتلال هو عدم إطلاق سراحهم بعد انتهاء محكومياتهم، حيث يؤكد الباحث فروانة أن بعض الأسرى العرب استخدموا رهائن وأوراق مساومة، وفي أحيانٍ كثيرة رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراح بعضهم بعد انقضاء مدة حكمهم، واستمرت باحتجازهم كورقة ضغط على الفصائل التي ينتمون لها، أو محاولة لفتح خط اتصال وإقامة علاقات مع حكوماتهم، حتى وإن لم تكن بشكل رسمي، وإن أكثر ما يعانيه الأسرى العرب أيضًا هو تقاعس حكوماتهم، وضعف المساندة الشعبية لهم، وغياب قضيتهم عن وسائل الإعلام.