لقي خمسة عمال بناء مصرعهم وأصيب آخر بجروح خطيرة في حصيلة أولية على إثر انهيار جزء كبير من مسجد أبو بكر الصديق، بحي 54 بمنطقة المرينيين بفاس على الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس الخميس. وذكر شهود عيان من موقع الحادث ل ''التجديد'' أن عمالا آخرين ما يزالون تحت الأنقاض، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى. وحسب معطيات من عين المكان، فإن هذا المسجد الذي شيده محسنون ووداديات الأحياء بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 1995 على مساحة 1200 متر مربع، كان يخضع لعملية إصلاح قبل نحو ثلاثة أشهر، وأكدت مصادر ل''التجديد''، أن عملية إصلاح المسجد تكلف بها أحد المحسنين، بالاتفاق مع مندوبية وزارة الأوقاف والسلطات المحلية. وإلى حدود الساعة الثانية من زوال يوم الخميس 21 أبريل 2011 ، استمرت عمليات الإنقاذ من قبل رجال الوقاية المدنية، وهي العملية التي شارك فيها عدد من سكان الحي، وعمال البناء، إذ ظل أحد العمال تحت الركام الإسمنتي، يستنجد عبر الهاتف. وفور علمهم بالنبإ، حج عدد من ساكنة الأحياء المجاورة، وعبروا عن استيائهم لما أسموه بالاستهتار بأرواح المواطنين، وعلمت ''التجديد'' أن أحد القتلى، كان على موعد مع حفل زواجه يوم الخميس 21 أبريل 2011.وتحدثت الساكنة أنه من لطف الأقدار، ''عدم انهيار الجزء الذي توجد به محلات تجارية تضم عددا من العمال والتجار''، وأثاروا الانتباه إلى استمرار جل المحلات التجارية التابعة للمسجد في ممارسة نشاطها، ''وكأن الخطر يهدد المصلين فقط، دون غيرهم من تجار المحلات التجارية وزبناؤهم''، يقول أحدهم. وكان المسجد المذكور قد عرف سلسة من الإصلاحات بسبب شقوق كبيرة ظهرت على جدرانه منذ سنة ,2004 إذ قامت وزارة الأوقاف بإغلاقه لمدة 3 سنوات وأخضعته لعملية ترميم، ثم أعيد فتحه مرة أخرى في وجه المصلين منذ سنة ونصف تقريبا، قبل أن تظهر شقوق جديدة على الجدران والأسقف. إلى ذلك، رفض عبد السلام الغرميني، المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الإدلاء بتصريح ل''التجديد''، وكان الغرميني، أفاد خلال دورة سابقة لمجلس جهة فاس بولمان، بأن إغلاق المساجد بفاس شمل نحو 100 مسجد، بما يعادل ربع مساجد المدينة، ''وفق دراسات أعدها المختبر العمومي للتجارب والخبرات وبتنسيق مع الوزارة الوصية''. وغير بعيد عن الحي المذكور، لا يزال سكان الأحياء المجاورة ينتظرون مصيرهم المجهول، بسبب الخطر الذي يتهددهم بفعل التشققات التي تشهدها منازلهم، إذ اندلعت الأسبوع الماضي حالة من الفزع والهلع بإحدى العمارات المهددة بالانهيار بكريان الحجوي بنفس المقاطعة، ولاحظ سكان العمارة التي تضم تسعة عشر شقة، اتساع فجوة الشقوق والتصدعات بالبناية، وحلت لجنة تقنية تضم ممثلين عن السلطة المحلية، أقرت بخطورة الوضع، ونبهت الساكنة إلى استحالة المبيت بالعمارة، وعجز السكان عن إيجاد مأوى بديل لهم، واضطر عدد منهم للمبيت في الشارع. وأعاد حادث أمس للأذهان، ما حدث بنفس المنطقة قبل أشهر، إذ انهار منزلان مما خلف خمس قتلى، وعدد من الجرحى.