سادت حالة من الحزن الشديد والغضب، كافة أرجاء قطاع غزة، فور سماع نبأ إعدام المتضامن الإيطالي "فيتوريو أريغوني"، بعد خطفه على أيدي مجموعة تزعم أنها "سلفية". وتم في ساعة مبكرة من فجر الجمعة (15-4)، إعدام المتضامن الإيطالي أريغوني، الذي اختطف في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من عرض شريط فيديو له وهو معصب العينين، تبنته مجموعة مسلحة، مطالبة بإطلاق سراح عناصرها، تقول إنهم قيد الاعتقال في سجون الحكومة الفلسطينية في غزة. ويعتبر أريغوني أحد دعائم حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، وكرس جل اهتمامه لحماية الشعب الفلسطيني وفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني بحقه. فقد كان أحد الواصلين لقطاع غزة عام 2008 على متن سفينة كسر الحصار "غزه حرة" والذي قام من حينها بتكريس كامل وقته لصالح القضية الفلسطينية من خلال كتابة تقارير يومية عن الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين في القطاع جراء الحصار والاعتداءات الصهيونية. وقام خلال السنوات الثلاثة الماضية بمراقبة وتوثيق الانتهاكات الصهيونية في مجال حقوق الإنسان بحق الصيادين والمقيمين في قطاع غزة. وأعرب سكان قطاع غزة عن دهشتهم للقيام بهذا العمل من قبل مجموعة وصفوها بأنها خارجة عن القانون وكل القيم والأخلاق. وقالت المواطنة إيمان عبد السلام: "أريد أن أعرف.. لماذا قتلوه؟ ألم يأت ليساند الشعب الفلسطيني ويرفع الحصار عنه؟"، وأضافت وهي غاضبة: "لا يمكن من قام بقتل هذا الإنسان أن يكون فلسطينيَّا، وبالتأكيد له أجندات خارجية تتناغم مع حديث الاحتلال عن منعهم ل"أسطول الحرية 2" من الوصول إلى غزة بطرقهم الخاصة"، واستدركت قائلة "هذه إحدى الطرق الخاصة". وطالب المسن محمد عيسى، الحكومة في غزة، بإعدام كل من تورط في هذه العملية، سواء من خطط أو موّل أو نفّذ، وألا تأخذها بهم رحمة. وقال عيسى: "كيف يمكن أن نقوم بقتل ضيوفنا أيًّا كانوا؟ فما بالك وهم يأتون لرفع الحصار عنا ومساعدتنا؟". بدوره اعتبر سلامة معروف، نائب رئيس مكتب الإعلام الحكومي، خطف وقتل أريغوني "محاولة فاشلة لإعادة الفوضى والفلتان إلى غزة"، مؤكدًا على ارتباط الجهة المنفذة مع أهداف الاحتلال بمنع حركة التضامن الدولي، سيما بعد تهديده باتخاذ الإجراءات لمنع "أسطول الحرية 2". جريمة بشعة ومن جهتها نددت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" بشدة بجريمة اختطاف وقتل المتضامن أريغوني، وطالبت بضرورة "ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وإنزال أقسى العقوبات بحقهم". وقال محمد حنون، العضو في الحملة الأوروبية في تصريح له اليوم: "إن الجريمة التي ارتكبها أناس، لا يعنيهم الشعب الفلسطيني المحاصر ولا ما يعانيه من عدوان وحصار متواصل من قبل الاحتلال "الإسرائيلي"، أقدموا على فعلتهم البشعة بدافع خارجي، كما يبدو، إذ لا يوجد أي سبب لقتل متضامن دولي مع الشعب الفلسطيني خاطر بحياته من أجل أن يناضل لإنهاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة". وقال حنون: "لا نستبعد أن تكون "إسرائيل" وراء عملية الخطف والقتل، أو عناصر يتبعون لها يدورون في فلكها، كرسالة تهديد وتأثير على قدوم المتضامنين في "أسطول الحرية 2"، المتوقع انطلاقه الشهر المقبل، رابطًا ذلك بالحملة الصهيونية التي تشنها في دول العالم لمنع أسطول الحرية من الإبحار نحو غزة، والتي وصلت إلى حد التهديد بالقتل.