بعد ثلاثة سنوات من الاعتقال، أطلق سراح ''المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، ونائبه محمد الأمين الركالة ومحمد المرواني، الأمين العام لحزب الأمة غير مخص له، والعبادلة ماء العينين، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة و التنمية، وعبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة المنار'' المعتقلين السياسيين في إطار ما يعرف بخلية بلعيرج بالسجن المحلي، وذلك في إطار العفو الملكي الذي طال 190 من السجناء. وتم صباح الخميس 14 أبريل 2011 إطلاق سراح الشيخين، عبد الكريم الشاذلي ومحمد الفيزازي المحكومين بثلاثين سنة، في ما يتعلق بملف السلفية الجهادية، في حين تم استثناء باقي الشيوخ ''الحدوشي، حسن الكتاني، والشيخ أبو حفص''. واعتبر محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في كلمة له أثناء خروج المعتقلين السياسيين الخمسة من باب السجن المحلي بسلا أن 14 أبريل يعد يوما تاريخيا لكل أنصار الديمقراطية، وأن هذا العفو يدخل في إطار إجراءات تعزيز الثقة للإصلاح الشامل للبلاد، ودليل على الإرادة القوية للدولة. ومباشرة بعد خروج السياسيين الخمسة من باب السجن كانت في انتظارهم سيارة رسمية أخذتهم مباشرة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان حيث تنتظر عائلات المعتقلين السياسيين والجمعيات والمنظمات الحقوقية حضور السياسيين الذين طالما نادوا بالإفراج عنهم لإيمانهم ببراءتهم. وبالزغاريد والبكاء استقبل جموع من الحقوقيين والعوائل وأبناء السياسيين، وبعض قيادات حزب العدالة و التنمية، وأعضاء حزب الأمة غير المرخص له، وشباب 20 فبراير الذين رددوا شعارات من قبيل ''إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر..''و''الهمة ديكاج''. وقال محمد المرواني لحظة استقبالهم أمام المجلس الوطني، ''لابد في هذه اللحظة التاريخية أن ننظر إلى هؤلاء المظلومين نظرة صادقة ليتم إطلاق سراحهم حتى يتمكنوا من استعادة حرياتهم والالتحاق بذويهم. فبلادنا محتاجة إلي الجميع، لكي نستطيع بناء المغرب الذي يتطلع إليه كل المغاربة، مضيفا بأن هذه الفرحة الصادقة لن تكتمل، لأننا تركنا مجموعة من الناس وراء القضبان، أتمنى أن يستفيدوا هم أيضا من حريتهم''. في حين اختار العبادلة ماء العينين الذي ظهرت عليه علامات الإجهاد الممزوجة بالفرحة والبكاء التي لم يستطع مقاومتها خلال لحظة استقبال عائلته له أن يعبر بكلمات قليلة لكنها عاطفية أثرت فعليا في كل مستقبليه ''الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، الحمد لله وكفى''. وحسب بلاغ لوزارة العدل فقد تم العفو على 96 سجينا، وتحويل عقوبة الإعدام الى السجن المحدد لفائدة 5 سجناء، وتحويل عقوبة السجن المؤبد إلى السجن المحدد لفائدة 37 سجينا، والتخفيض من العقوبة السالبة للحرية لفائدة 52 سجينا. توزيع المفرج عنهم حسب السجون: تم الإفراج على 27 معتقلا من السجن المحلي لسلا، و3 من تيفلت، 9 من البيضاء، 18 من السجن المركزي للقنيطرة، 1 من مكناس، 8 من الجديدة، 5 من سوق الأربعاء، 1 من وجدة، 1 من آيت ملول، 2 من بن سليمان، 6 من بوركايز، 1 من مراكش، 2 من السجن المحلي لآسفي.