دعا مشاركون في يوم دراسي حول ''تشغيل الفتيات كخادمات بالبيوت'' إلى دسترة عدم تشغيل الأطفال الصغار. وقال الأستاذ عزوز التوسي مختص في علم النفس خلال اليوم الدراسي الذي نظمته يوم الاثنين 4 أبريل 2011 منظمة إيلي لحماية الطفولة بالتنسيق مع المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا بالرباط، (قال): ''إن دراسة عينية أجريت سنة 2006 على 450 طفلة مغربية خادمة أكدت أن 27 في المائة منهن يبدأن العمل من الساعة السابعة والنصف صباحا و56 في المائة منهن من يشتغلن إلى الحادية عشرة والنصف ليلا''.وأكد التوسي أن المشاكل الجسمية التي تتعرض لها الفتيات الخادمات بالبيوت تتمخض عنها آثار نفسية، وأن الجهد البدني الذي يقمن به لا يتناسب وبنيتهن الجسدية. ورصد المتحدث نفسه مفارقات تعرفها الفتيات القاصرات وتتمثل في تنامي مفهوم المسؤولية عندهن في سن مبكر وتقبل العقاب والاعتداءات الجنسية والخضوع.وحدد المتحدث المترتبات عن تشغيل القاصرات في ظهور أعراض الشخصية العدوانية وسيكولوجية العبد وعدم الثقة وتقدير الذات والاضطرابات النفسية عند القاصرة. وأكدت الطبيبة بنجلون بدر سعود في مداخلة لها حول: ''المقاربة الطبية لآثار تشغيل الطفلات'' أن ظاهرة تشغيل الفتيات تتمخض عنها آثار مادية جسدية وطبية من إنهاك وأمراض من الكزيما نتيجة التعامل في سن مبكر مع المواد الكيماوية في التنظيف وفقدان الإحساس بمرحلة المراهقة، وشددت بنجلون على ضرورة تجريم الظاهرة قانونيا. وأكد الأستاذ محمد بيدادة من وزارة التعليم أن هناك 900 ألف طفل غير متمدرس في السن الإجباري للتمدرس ومنهن الفتيات الخادمات بالبيوت. ونبهت نجية أديب رئيسة جمعية ما تقيش أولادي إلى ظاهرة استقدام الخادمات القاصرات من الفيلبين، لتؤكد على أن ذوي النفوذ هم من يقفون وراء تشغيل القاصرات. ويشار إلى أن من دواعي تنظيم اليوم الدراسي المذكور، حسب ورقته التقنية، أن 200 مليون طفل يشتغلون في العالم ويمارسون أشغالا تمس بسلامتهم الجسدية والعقلية والانفعالية، ويضطر هؤلاء الأطفال إلى الاشتغال بالرغم من صغر سنهم وأحيانا بالرغم من وجود قوانين وطنية مانعة لتشغيل القاصرين. ويذكر أن مشروع قانون تشغيل الخادمات بالمغرب ما يزال ينتظر الإصدار والتفعيل على أرض الواقع.