ذكرت صحيفة أمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين أن الولاياتالمتحدة خلصت إلى أنه ليس من المحتمل أن يطبق الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الإصلاحات التي طالبه بها المحتجون المعارضون وعليه أن يتنحى عن منصبه. وتحدثت الولاياتالمتحدة علنا عن قلقها بشأن من سيخلف صالح الذي تعتبره حليفا ساعد في احتواء تنظيم ''القاعدة'' في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن. وقال صالح إنه سيكون مستعدا للتنحي في غضون عام بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية وأن أي رحيل مفاجئ قد يسبب فوضى. وقتل نحو 100 شخص في احتجاجات مناهضة للحكومة باليمن. وقالت ''نيويورك تايمز''، في عدد أول أمس، إن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تساند صالح، ولكنها بدأت في تغيير موقفها بشأن الزعيم اليمني خلال الأيام السبعة الماضية. وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا حلفاء وبعض الصحفيين أنهم يرون الآن أن استمرار صالح في السلطة أمر لا يمكن الدفاع عنه وأنهم يعتقدون أنه عليه التنحي عن منصبه. ونقل عن مسؤول يمني قوله إن المفاوضات مع صالح بشأن شروط رحيله المحتمل بدأت قبل ما يزيد قليلا عن أسبوع بعد أن قتل مسلحون مرتبطون بالحكومة أكثر من 50 محتجا خلال تجمع في 18 مارس الماضي. وقال المسؤول للصحيفة إن ''الأمريكيين يدفعون من أجل نقل السلطة منذ بداية'' المفاوضات التي مازالت جارية. وقال ائتلاف المعارضة، السبت الماضي، إن خطة للمعارضة تتضمن قيام النائب الذي سيقوم بدور الرئيس الانتقالي بإعادة هيكلة الجيش والشرطة. وجرت المحادثات بشكل متقطع خلال الأسبوعين الماضيين أحيانا في وجود السفير الأمريكي. وتقول مصادر إن صالح يريد أن يضمن عدم محاكمته هو وأفراد عائلته بشأن دعاوي الفساد التي أثارتها المعارضة. على الصعيد الميداني، قال أطباء إن الشرطة اليمنية التي كانت تستخدم الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع أصابت نحو 409 محتجين حاولوا تنظيم مسيرة إلى قصر للرئاسة في مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر في ساعة مبكرة من صباح أمس. ودفعت احتجاجات تستلهم الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس حكم الرئيس اليمني إلى شفا الانهيار، ولكن صالح دعا الأحد الماضي لإنهاء ما وصفه بالعنف، في إشارة إلى أنه لا يعتزم الاستقالة قريبا. وبحسب ''رويترز''، فإن المتظاهرين رتبوا للمسيرة الساعة الثانية صباحا (أمس) احتجاجا على قمع أمني للتجمعات في تعز جنوبي العاصمة أدى إلى قتل اثنين وإصابة المئات الأحد الماضي. وشارك بضعة آلاف من المتظاهرين في المسيرة. والقصر الرئاسي في الحديدة أحد عدة قصور يحتفظ بها صالح /68 عاما/ في شتى أنحاء اليمن. وكان صالح موجود على الأرجح أمس في قصر الرئاسة في العاصمة صنعاء. وأفاد مراسل ''الجزيرة نت'' في تعز عبد القوي العزاني أن المواجهات بدأت عندما اعترضت مجموعة ممن يوصفون بالبلطجية مسيرة للمحتجين قرب مبنى المحافظة في طريقهم إلى ساحة الحرية. وقال المتظاهرون إن مسيرتهم كانت تهدف إلى دعوة المواطنين للعصيان المدني، وإن عددا كبيرا من المحال أغلقت أبوابها استجابة لهذه الدعوة.