اعتبر محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية بطنجة، تصريحات وزير الخارجية الجزائري بخصوص استغلال تنظيم القاعدة للوضع في ليبيا، بمثابة خطوة استباقية من النظام الجزائري القائم لاحتواء التوترات التي تعيشها بلاده، والتي ترشحها لأن تكون البلد التالي للثورة بعد ليبيا. وكان وزير الخارجية مراد مدلسي قد صرّح يوم الثلاثاء 8 مارس 2011 لصحيفة ''وول ستريت'' الأمريكية أن القاعدة قد تتخذ ليبيا ''قاعدة خلفية للإرهاب''، وأضاف أن هناك ''حركة كبيرة جدا للأسلحة على التراب الليبي'' محذرا أن يتم ''استعمال هذه الأسلحة لأغراض لا تكون ليبية بل وقد يتم استغلالها من قبل جماعات إرهابية على مستوى الساحل''. واستغرب بوخبزة، من جهته هذا الموقف الجزائري، وقال ل''التجديد'' إنه من المستغرب أن تعرب الجزائر وعلى لسان مسؤول رسمي عن موقف مثل هذا، في الوقت الذي تشهد ليبيا اضطرابات بين ثوار شباب 17 فبراير 2011 وقوات القذافي الذي يرفض مغادرة السلطة لحد الآن. وأوضح بوخبزة أن موقف الجزائر يضفي مصداقية على كلام العقيد القذافي الذي يستهدف الغرب ويحاول إقناعه بأن ما يجري وراءه تنظيم القاعدة. وتوقع أن يثير هذا الموقف النشاز نقاشا حادا يوم السبت المقبل في الاجتماع الطاريء لوزارة خارجية العرب، والتي تدفع دول الخليج بها وعلى رأسها العربية السعودية نحو التخلص من القذافي، وتمكين الثوار. ولفت بوخبزة الانتباه إلى أن موقف الجزائر يؤكد أيضا ما روّجته تقارير إعلامية بخصوص مشاركة البوليساريو رسميا في دعم نظام القذافي، وقال المتحدث نفسه إن مشاركة البوليساريو في دعم القذافي غير ممكن بدون موافقة الجزائر. وكان القذافي قد دعا الغرب إلى مساعدة بلاده التي قال إنها تواجه حربا تقودها مجموعات جهادية من أفغانستانوالجزائر. ووصف المجلس الوطني الانتقال الذي أسسه الثوار في بنغازي ب''الخونة'' وزعم أن ''القاعدة تتحكم فيهم''. وقال القذافي إن على الغرب الذي يقدم الدعم لعدة دول تخوض ''الحرب على الإرهاب''، أن يقدم الدعم أيضا لبلاده -التي دخلتها ''مجموعات جهادية'' حسب ادعائه- إسوة بالدعم الذي يقدمه لعدة دول كأفغانستانوالجزائر ونيجيريا للقضاء على الجماعات المسلحة.