أكد الدكتور سالم الشيخي، قيادي إسلامي لييبي، أن الليبيين وخاصة الثوار لا يستهينون بتهديدات القدافي وأنهم يأخذونها محمل الجد ويتوقعون من هذا الشخص المجنون كل شيء سيء. لكنه من جهة أخرى أكد أن الشعب الليبي أخذ قراره وانتهى الأمر، وأن المناطق الشرقية الآن في ليبيا أصبحت محررة تماما من أتباع القذافي وأعوانه، وعلى رأسها مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأنها أصبحت بالكامل تدار من قبل لجان محلية في تلاحم كامل وتعاون عز نظيره. كما بين بأنه بالرغم من أن المناطق الغربية لازالت لحد الآن تعاني من المجرمين والمرتزقة التي يسلطها القذافي على الناس، وهو يتمترس في مقره المحصن بباب العزيزية، إلا أن الكثير من أتباعه آخذون في التخلي عنه والالتحاق بالثورة، وأن الخناق يضيق عليه يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة. جاء ذلك في مكالمة هاتفية أجراها رئيس حركة التوحيد والإصلاح الأستاذ محمد الحمداوي مع الدكتور سالم الشيخي للتعبير عن التضامن مع الشعب الليبي، ومن أجل الاطمئنان على أحوال الأشقاء في ليبيا، في هذه المحنة وفي ظل التقتيل اليومي والإبادة الجماعية التي يمارسها العقيد القدافي في أبناء شعبه العزل من أي سلاح، فقط لأنهم رغبوا في الحرية والانعتاق من الديكتاتورية. وقد حرص الدكتور سالم الشيخي على طمأنة جميع المتابعين للشأن الليبي، بأن فزاعة القبلية والحرب الأهلية التي هدد بها القذافي شعبه، لا تجد لها أي تجاوب ولا أي تأثير على أرض الواقع، وأن الليبيين بجميع فئاتهم وشرائحهم في حالة التحام تام، وتوحد كامل، وراء مطالب وأهداف الثورة الشبابية والشعبية الليبية، وأن الجميع ينادي بالوحدة الوطنية. كما أكد على أنه حتى المعارضة في الخارج الآن في تواصل مستمر فيما بينها بجميع مكوناتها، وكلها تؤكد على الوحدة الوطنية وعلى التلاحم، دون أي شكل من أشكال الإقصاء أو التهميش لأي طرف كان، وبأنهم على اتصال حتى مع رجال النظام السابق الذين تخلوا عن القذافي بعد ارتكابه لتلك الجرائم البشعة في حق شعبه، مثل بعض السفراء ممن انحازوا لخيار الشعب، وبأنهم حريصون أشد ما يكون الحرص على أن تسود روح التسامح والوحدة بين الجميع. وبخصوص الواقع المعيشي في ليبيا الآن أكد سالم الشيخي أن لجانا محلية تم تشكيلها بمشاركة مختلف المكونات والكفاءات والشخصيات الوطنية وعلى رأسهم القضاة والمحامون والأساتذة والطلبة، وغيرها من النخب التي انصهرت وتكاثفت وتلاحمت في شكل بديع ومنقطع النظير، كما أكد أن الأدوية الآن تدخل من الحدود المصرية بشكل يلبي بعض الحاجيات وذلك بتنظيم من الثوار. وفي ختام المكالمة طلب سالم الشيخي من إخوانه المغاربة وكل المسلمين الدعاء لإخوانهم ودعمهم والشد من أزرهم بكل ما يستطيعون.