عرف اليوم الثاني من فعاليات الدورة عشرين من ''أسابيع الفيلم الأوروبي''، التي انطلقت مساء الاثنين 21 فبراير بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، عرض الشريط البلجيكي المتميز ''غير قانوني''(2010) لمخرج اوليفيي ماسي- دوباس. وعلى عكس اليوم الأول الذي شهد عرض الشريط الكوميدي الفرنسي ''المزهرية''(2010) لمخرجه فرنسوا اوزون، والمقتبس عن مؤلف لباربي وجون بيير غريدي، جاء شريط ''غير قانوني'' في مستوى فني وتقني متميز، حيث تقنية الكاميرا المحمولة على الكتف (ومعها اللقطات القريبة والإيقاع السريع) والأداء الرائع للممثلين وخاصة البطلة (ومن ورائه إدارة الممثل) كانا لهما دور كبير في شد المشاهد لأحداث الفيلم المأساوية، وجعله يعانق هموم الشخصيات وكأنه يعيشها معهم لحظة بلحظة. فضلا عن أن موضوع الشريط المتصف بالجدية والمعالجة الجيدة، جعلت منه شريطا هاما يمكن إدراجه في خانة سينما المؤلف. فخلال ساعة و35 دقيقة عالج المخرج (وهو صاحب السيناريو) قضية المهاجرين السريين ببلجيكا الآتين من أوروبا الشرقية (سابقا) أو من إفريقيا أو آسيا ، ومعاناتهم مع قساوة وعنصرية البوليس البلجيكي (خاصة اتجاه الأفارقة السود) الباحث عن هؤلاء المهاجرين الذين هربوا من جحيم الدكتاتورية أو جحيم الفقر والتهميش. بمعنى أن الفيلم الذي يغلب عليه الطابع الإنساني يكشف بعض الحقائق عن تجاوزات الآلة الأمنية الأوروبية المكافحة للهجرة السرية، المشار إليها هنا بالعنوان ''غير قانوني''. يحكي شريط ''غير قانوني'' الذي لعبت بطولته الممثلة آن كويسناس، قصة ''طانيا'' ذات الأصل الروسي وهي مهاجرة غير شرعية (بمساعدة المافيا الروسية) والتي تعيش مع ابنها البالغ من العمر 14 سنة في بلجيكا منذ ثماني سنوات. ورغم المحاولات التي قامت بها الأم للإفلات من قبضة الشرطة، إلا أنها تسقط بين أيديهم، فيتم إيداعها السجن بعيدا عن ابنها. بعد ذلك تحاول الشرطة طردها لبلدها الأصلي، لكن ''طانيا'' وعلى عكس صديقتها الزنجية الإفريقية (التي انتحرت في الاخيربسبب تعذيب البوليس لها) ستفعل ما بوسعها للمكوث في بلجيكا وأن كان الثمن الضرب والاهانة لحد الموت. كل ذلك من أجل ابنها. الشريط سبق له أن شارك في '' خماسية عشر المخرجين'' وفي مهرجان ''كان'' الفرنسي لسنة .2010 هذا وستعرف الدورة عرض الشريط الوثائقي ''ارماديو'' ليانوش متس، الذي يتطرق للحرب في أفغانستان من خلال الجنديان الأمريكيان ''ماديس'' و ''دانييل''، وهو الشريط الذي حاز على الجائزة الكبرى في أسبوع النقد بمهرجان ''كان'' (2010). وسيتم عرضه مساء الأحد 27 فبراير. إضافة إلى عرض أشرطة متميزة كالشريط الألماني-النمساوي ''السارق'' (2010) والشريط البريطاني ''عالم آخر'' والشريط الايطالي ''حياتنا'' والاسباني ''بيوتيفول''. من جهة أخرى شهد الافتتاح عرض الشريط القصير''انحباس التنفس'' لمحاسن حشادي التي فازت بالجائزة الكبرى لسينما المدارس في الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش. وهو الشريط الذي أثار عدة انتقادات بسبب فكرة الفيلم ومعالجتها غير الموفقة. وبخصوص الأفلام القصيرة فسيتم يوم الجمعة 25 فبراير عرض أشرطة وثائقية قصيرة وهي: ''رؤية الكوثر'' من المغرب لبتريك أرنو، و ''امة الكتاب'' من تونس لمحمد باراك، و ''الحب الأول'' من فلسطين لديمة أبو غوش. للتذكير فدورة ''أسابيع الفيلم الأوروبي'' التي تنظمها مندوبية الاتحاد الأوربي والسفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء بشراكة مع وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي ستستمر بالمسرح الوطني محمد الخامس إلى غاية 28 من الشهر الجاري. في حين ستنتهي فعاليتها بمدينة الدارالبيضاء يوم الأربعاء 2مارس .2011 ويخصص ريع هذه التظاهرة السينمائية لأعمال خيرية تعليمية بمدينة تمارة.