تجتاح الاحتجاجات الشعبية العديد من الدول العربية منذ سقوط نظامي الحكم في تونس ومصر، وخلفت ضحايا على إثر التدخل الأمني في بعظها والصراع بين المعارضين والموالين للنظام في بعظها الآخر. ففي ليبيا، خرجت مسيرات في مدن ليبية، معارضة وأخرى مؤيدة، للنظام الليبي ورئيسه معمر القذافي. وقد أدت مواجهات بين المحتجين الداعين إلى تغيير النظام وقوات الأمن إلى مقتل أربعة أشخاص خلال يومين فقط، لكن وكالات أنباء تحدثت عن مقتل 31 شخصا وأصيب العشرات بجروح. في حين شن الإعلام الليبي هجوما حادا على المحتجين ونعتهم بالمخربين ومثيري الفتنة والشغب. وقد وصفت تقارير صحفية الإعلام الليبي بأنه يكرر أخطاء نظيره المصري الذي انحاز للرئيس المخلوع مبارك. وأدى سقوط قتلى وجرحى إلى اشتعال الاحتجاجات في يوم الغضب الليبي أمس الخميس، رفعت شعارات مناهضة للرئيس الليبي ونظامه، كما عمد آخرون إلى إحراق صور للقذافي ومركزا وسيارات تابعة للشرطة، في إطار انفلات أمني غير مسبوق. أما في اليمن، فقد دخلت الاحتجاجات أسبوعها الثاني، وشهد يوم أمس مواجهات بين معارضي النظام ومؤيديه في مدينة عدن، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة عدة أشخاص، مما دفع الرئيس علي عبد الله صالح إلى تشكيل لجنة تحقيق في المواجهات التي حدثت.ويحول دون تقدم الاحتجاجات في اليمن الاصطفاف القبلي، وخوف الطبقة السياسية من انفصال الجنوب، لكن المحتجين يرون أن الديمقراطية هي أساس الوحدة وضرورة لترسيخها، وقد تمكنوا بعد أيام من احتلال ميدان التحرير وسط صنعاء، وطرد أنصار الحزب الحاكم منه. وفي البحرين، تستمر المواجهات بعنف، رغم الاعتذار الذي قدمه وزير الداخلية لضحايا قوات الأمن، ورغم وعود ملك البحرين بإصلاحات. وانتشر الجيش البحريني أمس الخميس وسط العاصمة اليمنية بغرض تفريق المعتصمين في ميدان اللؤلؤة، بعد سقوط 4 قتلى. وقالت وكالة رويترز إن نحو 05 دبابة ومركبة مدرعة وناقلة جند تجوب منطقة ميدان اللؤلؤة والشوارع المحيطة به، فضلا عن سيارات إسعاف عسكرية. ومما يؤجج الاحتجاجات خروج الفئة الشيعية في البلد، التي تعتقد أنها تشكل أغلبية السكان، في حين يسيطر السنة على أغلبية المؤسسات ومواقع القرار. أما في العراق، فقد سقط ثلاثة قتلى منذ أول يوم وأصيب العشرات في مدينة الكوت جنوب البلاد، في اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين المطالبين بتحسين الخدمات. وذكرت وكالات الأنباء أن نحو ألفي متظاهر هاجموا مكاتب حكومية في مدينة الكوت مركز محافظة واسط، ورشقوا مقر مجلس المحافظة بالحجارة احتجاجا على تردي الخدمات العامة، قبل أن يقوموا بإحراقه. وتستمر المظاهرات مطالبة بإقالة مسؤولي المدينة ومحاسبة المفسدين كما تطالب بسقوط حكومة المالكي. وفي إيران، خرجت المعارضة في مسيرات تضامنا مع الثورة المصرية، لكنها سرعان ما تحولت إلى التنديد بحكومة أحمدي نجاد. ووقعت مواجهات بين أنصار النظام الإيراني ومؤيدين للمعارضة خلال تشييع شخص اختلف في ولائه، قتل في التظاهرات المناهضة للحكومة يوم الاثنين الماضي. وكان رد فعل النظام الإيراني عنيفا تجاه زعيمي المعارضة مهدي كروبي وحسين موسوي، وطالب بعض رموز النظام القائم بإعدامهما. وفي مصر، لا زالت التطورات تتلاحق بسرعة، حيث أعلن أول أمس عن تأسيس ''مجلس أمناء الثورة'' ضم 51 عضوا، بينهم المستشار محمد فؤاد نائب رئيس مجلس الدولة، وعضو حزب الوفد منى مكرم عبيد، والداعية صفوت حجازي، والكاتب الساخر بلال فضل، والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي. ودعا ''ائتلاف شباب الثورة'' إلى تنظيم مظاهرة مليونية يوم الجمعة 17 فغبراير 2011 فى ميدان التحرير بوسط القاهرة، تحت عنوان ''جمعة النصر'' تكون ذات طابع ''احتفالي فقط''. في حين أعلنت مجموعات شبابية عن تأسيس أحزاب جديدة، منها حزب ''توار التحرير''.