استنكر بعض أولياء وأمور تلاميذ بالقسم السادس ابتدائي بمؤسسة للتعليم الخاصة بالبيضاء (نيابة الحي الحسني)، مضمون مقرر للفرنسية، وعبر هؤلاء عن استغرابهم إدراج مؤسسة تعليمية تدرس أبناء المسلمين المغاربة، بين مقرراتها كتابا يدرس التعاليم المسيحية بشكل مباشر وصريح دون رقابة، وتضمينه كثير من الإشكالات العقدية والمغالطات والتحريفات بما قد يؤدي إلى التشويش على عقيدة أطفال دون سن التمييز. ففي فقرة خصصت في الجزء السادس من المقرر، لتعريف مقتضب حول ''ديانات الكتب''، جاء تعريف القرآن بأنه هو الكتاب المقدس عند المسلمين ويتضمن كلام النبي محمد الذي ولد بالجزيرة العربية في نهاية القرن السادس لميلاد المسيح، وبأن القرآن والإنجيل العبري لها عدة نقاط مشتركة مثل تضحية إبراهيم، وأن النسخ الأولى من القرآن يرجع تاريخها إلى القرن الثامن بعد ميلاد المسيح. وبالموازاة مع هذا التعريف على التلميذ أن يجيب على أسئلة التمرين المتعلقة بالفقرة، وهي تتضمن استفسارا للتلميذ عن غياب الصور في القرآن. ويخصص المقرر في الجزء السادس منه لدراسة الإنجيل عبر رسومات الفنانين، ويمتد الجزء على 16 صفحة من ص 92 إلى .107إذ تشير الصفحة 92 إلى الأهداف المحددة للجزء، وتحددها في اكتشاف نصوص الإنجيل، ثم فهم النصوص المؤسسة و تحليل لمجموعة من صور تجسد الله سبحانه وتعالى في صورة بشر، وتجسد آدم وحواء، وإبراهيم عليه السلام وهو يهم بذبح إبنه إبراهيم. ويحتوي الجزء السادس من المقرر، على فقرة تعريفية صغيرة حول ''ديانات الكتب''(تعريف ''التوراة'' و''الإنجيل''، ثم ''القرآن''). ثم يتناول نصوص من الإنجيل للتحليل مع صور إيضاحية، ل ''قصة خلق الكون والإنسان''، ''قصة طرد آدم و حواء من الجنة''، ''تضحية إسحاق دراسة مقارنة بين الإنجيل والقرآن''، ''مقاطع من حياة المسيح''، ''قصة المسيح و تجار الهيكل انطلاقا من إنجيل ماتيو''. وبعد استعراض محطات من حياة المسيح يختم المحور بسؤال عن هدف كتابة الإنجيل و هل هذا الهدف تحقق؟، قبل أن يختم هذا الجزء بموضوع للتحرير الكتابي يطلب فيه من التلميذ كتابة قصة عن خلق الكون والإنسان، و ذكر مراحلها بشكل مضحك مع إرفاقها برسومات لهذه المراحل؟. وأشار مصدر من مصلحة التعليم الخصوصي والتعليم الأولي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بالدار البيضاء، إلى أن المؤسسات التعلمية الخاصة، في إطار المشروع التربوي للمؤسسة، لها الحق في بعض الإضافات الخاصة بتمليك لغة أو لغتين..، ولكن بناء على تعاقد مع آباء وأولياء التلاميذ، شريطة أن لا يمس هذا المضمون المعرفي الهوية والتوابث الدينية والوطنية، مؤكدا ل ''التجديد'' أن الأكاديمية الجهوية كانت قد أصدرت مذكرة لمراقبة الكتب والمناهج التي تدرس بالمؤسسات التعلمية الخاصة، وقد تمت في هذا الشأن تعبئة لجان تفتيش للمراقبة التربوية منذ دجنبر الماضي وتنتهي شهر مارس المقبل. ولم يخف المصدر أن هناك بعض تجارب الارتماء في أحضان أنساق تعليمية مغايرة للنسق التعلميي المعتمد. ولم تتمكن ''الجريدة'' من أخذ معطيات حول الموضوع من مديرة المؤسسة الخاصة، التي أخبرتنا مصلحة الاستقبال بداية أنها في اجتماع داخل المؤسسة، قبل أن تنفي في اتصال ثاني وجودها بالمؤسسة، ممتنعة عن تحديد الوقت الذي تلتحق فيه بمكتبها. وعبر بعض أولياء التلاميذ، عن استنكارهم الشديد لتقديم كتاب الله إلى أبناء المسلمين من خلال قراءة مسيحية محرفة تنقل الٌقرآن من وحي منزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كلام لنبي الله وفي هذا افتراء و كذب على رسول الله وتضليل لأبناء المسلمين. محملين في تصريح ل ''التجديد''، إدارة المؤسسة التربوية المسؤولية الكاملة في برمجة مثل هذه الكتب. كما طالبوا في الوقت ذاته الوزارة الوصية عبر مديرية التعاون والارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي، في إطار مسؤوليتها على تتبع ومراقبة مستوى التعليم الخصوصي، للحيلولة دون زعزعة عقيدة أبناء المغاربة المسلمين من خلال هذا النوع من المقررات. وشدد المصدر ذاته، على ضرورة وعي الآباء بمسؤوليتهم في متابعة فحوى المقررات التي تدرس لأبنائهم، و السعي ما أمكن لأن تكون اختيارات المؤسسة التعليمية منسجمة مع دينهم و قيمهم وأخلاقهم، مع تأكيد المطالبة بسحب كل مقرر من شأنه أن يتعارض مع ذلك. من جهته، نبه مولاي أحمد صبير الإدريسي الكاتب العام الوطني لكونفدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي بالمغرب، إلى خطورة هذا الوضع، داعيا إلى ضرورة الالتفات إلى إصرار بعض المؤسسات التعليمية الخصوصية على تلقين التلاميذ ما يصادم ثوابتهم وقيمهم وهويتهم، ونبه إلى مسؤولية السلطة التربوية بالوزارة عن هذا الوضع الخطير الذي لا يستصيغه عقل ولا يبرره دين ولا وطنية. وجدد أحمد صبير الدعوة إلى اتخاذ ما يلزم لمعالجة هذا الوضع، موجها الآباء وأولياء التلاميذ إلى حقهم في متابعة ما يقرر في مدارس أبنائهم الخصوصية، من خلال جمعيات. للتمكن من تجنيب الأبناء مثل هذه المعتقدات المنافية للدين، وتجنبهم معارف لها صلة مباشرة بمعتقدات كنسية أو استشراقية.