فقد عبر عدد من أولياء أمور التلاميذ عن امتعاضهم من عرض صور للنبي محمد (ص) وتدريس مقررات دراسية تتناقض وحقيقة سيرته كما تعرض صورا له وهو يضع الحجر الأسود في الكعبة المشرفة. ومن ضمن الصور التي اطلعت عليها «المساء» صورة مزعومة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو محاط بالصحابة ضمن جزء التاريخ والعلوم الدينية، المدرج في كتاب العلوم الاجتماعية رقم 2-(الجغرافيا والتاريخ)، الصادر عن دار النشر «أمايا». ففي الصفحة 95 من الكتاب المذكور، يقدم هذا الأخير تعريفا عن الكعبة المشرفة، حيث يصفها ب "الضريح"، كما يعرض شروحات حول بنائها وتاريخها. وندد عدد من أولياء أمور التلاميذ، في اتصالات لهم ب«المساء»، بعرض صورة للنبي محمد (ص) لأبنائهم، كما استنكروا هذا المقرر المدرسي الذي يقتنيه الآباء بأنفسهم من مدينة سبتة. فيما ذكر آخرون أنهم يجهلون محتوى الكتاب نظرا إلى عدم إحاطتهم باللغة الإسبانية، باستثناء بعض المفردات العامة التي يعرضونها على مدير الثانوية قبل تسجيل أبنائهم في الثانوية، نظرا إلى ااشتراط هذه الأخيرة إتقان الآباء للغة الإسبانية. وفي اتصال آخر ل«المساء» بالمستشارية الإسبانية المكلفة بالثانويات ومعاهد التعليم الإسبانية داخل المغرب، ذكرت متحدثة عنها أنها «لا تملك أي تفسير في شأن الموضوع»، مضيفة أن «المسؤول عن المقررات والمناهج الدراسية الإسبانية المقدمة إلى التلاميذ داخل الثانويات الإسبانية المتمركزة في المغرب غير موجود». وبعد مراجعتنا لمحتويات الكتاب وجدنا أنه إلى جانب تقديمه لصور النبي محمد (ص) فإنه ينتهك كذلك السيادة الترابية المغربية، حيث يبتر جزءا من الصحراء ضمن جميع الخرائط الجغرافية المدرجة فيه. واعتبر والد أحد التلاميذ بثانوية «البيلار» الإسبانية بتطوان، في اتصال معه، أنه في الوقت الذي تقدم فيه ثانويات منطقة كاتالونيا إلى التلاميذ المغاربة مقررات دراسية تشمل التعريف الحقيقي بالدين الإسلامي في احترام تام لمشاعر المسلمين، فإنه يفاجأ بعرض صور للنبي (ص) في مقرر دراسي موجه إلى تلاميذ أغلبهم مسلمون، بل وداخل المغرب، دون أن يثير ذلك أي ردود فعل لدى وزارة التعليم المغربية ولدى المسؤولين المكلفين بمراقبة المناهج ومقررات الدراسة الخاصة بالبعثات الأجنبية بالمغرب، كإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، التي تدرس للتلاميذ المغاربة. وأشار محدثنا إلى أنه في الوقت الذي منعت فيه السلطات المغربية دخول مجلة «إستوريا» الفرنسية إلى البلاد، لاحتوائها على صورة مزعومة للنبي صلى الله عليه وسلم... ومنعت كذلك توزيع مجلة "إكسبريس إنترناشونال" الأسبوعية الفرنسية بسبب تضمنها ملفا مكونا من عشر صفحات تظهر على غلافه صورة تزعم المجلة أنها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وللسيد المسيح عليه السلام، فإنها تسمح بتلقين التلاميذ المسلمين المغاربة مقررات دراسية وصفها مصدرنا ب"الملغومة"، تتجرأ فيها على تقديم صور للنبي محمد (ص) وللصحابة. وختم أولياء الأمور بالقول إن " تعليم أبنائنا في مؤسسات وثانويات إسبانية لا يعني الاعتداء على الشعور الديني للآخرين"، وهو ذات المبرر الذي تدرجه بعض وسائل الإعلام الإسبانية حين تتم الإساءة إعلاميا أو تربويا إلى النبي عيسى عليه السلام. وقد نفى مسؤول رفيع المستوى بوزارة التربية الوطنية علمه بوجود هذا المقرر الدراسي، وأوضح، في تصريح ل«المساء»"، أن البعثات الأجنبية التي يرخص لها بالمغرب لممارسة مهنة التدريس تربطها اتفاقات بالوزارة الوصية تلزمها باحترام مقدسات البلاد وحدوده الجغرافية والسيادية. وكشف المسؤول ذاته أنه سبق لمصالح الوزارة أن تدخلت لحذف مقرر دراسي اعتمدته إحدى المدارس الأجنبية بمدينة الجديدة. وأبرز المسؤول ذاته أن الوزارة ستتحرى حول الموضوع وفي حالة تأكد صحة ما طرحه هؤلاء الآباء فإنها ستتدخل لدى المصالح الديبلوماسية الإسبانية بالمنطقة من أجل حذف ذلك المقرر. جمال وهبي- المساء