لم يستغرب الدكتور سعد الركراكي أستاذ العلاقات الدولية، أن تكون وزارة الداخلية المصرية متورطة في تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل 23 شخصا وإصابة 97 آخرين، مشيرا في تصريح ل''التجديد'' إلى أنه من المعروف أن بعض الأنظمة تخلق مشاكل داخلية وتشعل أحداث عنف من أجل إلهاء الرأي العام المحلي وصرفه عن القضايا الحقيقية. وأضاف الركراكي أن توقيت فتح التحقيق في هذا التفجير بدوره ليس بريئا وأمر غير مقنع لأنه جاء في ظروف داخلية حساسة تشهدها مصر، مشيرا إلى أن ذلك ليس سوى محاولة من النظام الحاكم المتشبت بالسلطة للتمويه عن مطالب المحتجين والتغطية عليها، وأن وزير الداخلية ليس سوى كبش فداء لامتصاص غضب الشارع. وأكد على أن هذه السياسة هي جزء من الدروس التي يتعلمها الطلبة في القانون الدولي والعلاقات الدولية، مشيرا إلى أحداث 11 شتنبر في أمريكا حيث وجهت العديد من التحليلات أصابع الاتهام إلى النظام الامريكي لكونه المستفيد منها لبسط فكرة ونظرية محاربة الإرهاب واستعمار الدول ولتبرير سياساته اللاحقة. ومن جهة أخرى اعتبر الركراكي إن بعض الأنظمة العربية تلجأ أيضا منح رشاوى على صورة هدايا إلى المسؤولين في الغرب وإلى كتاب معروفين يكتبون مقالات مؤدى عنها، كل ذلك من أجل تلميع صورة الأنظمة وشراء استقرارها. هذا وكان النائب العام المصري قد أحال بلاغا لنيابة أمن الدولة العليا، يتهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي بالتورط في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة. وكان المحامي ممدوح رمزي قد قدم بلاغا للنائب العام يتهم العادلي بالتورط والتسبب في التفجير، وقال رمزي +قدمت البلاغ بناء على ما نشر في صحف ومدونات من أن المفجرين لجؤوا إلى السفارة البريطانية؛. وأوضح رمزي أن معلوماته تفيد بأن هناك تشكيلا يعمل منذ ست سنوات، وأن مقربا من الوزير هو المسؤول عن التفجير. وضع وزير الداخلية السابق في مصر ليس أفضل من وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري، والتي تعرضت لانتقادات واسعة لقضائها العطلة مع والديها وصديقها في تونس أواخر دجنبر الماضي ولقبولها القيام برحلة جوية داخل تونس على متن طائرة رجل أعمال تونسي حليف لبن علي خلال إقامتها هناك، وهو ما اعتبره مراقبون فرنسيون بمثابة ''رشوة'' قبلت بها رئيسة الديبلوماسية السابقة للسكوت على الاحتجاجات التي كانت قائمة آنذاك والتي أطاحت في النهاية برأس النظام زين العابدين بنعلي.