ما هي خلفية الإضراب الأخير الذي يخوضه بعض معتقلي ''السلفية الجهادية'' بسجن المركزي بالقنيطرة؟ جاء الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه معتقلو ما يسمى بالسلفية الجهادية بالسجن المركزي بالقنيطرة على إثر ترحيل حوالي 120 معتقلا بشكل تعسفي من سجون طنجة فاستطوانأكاديرالدارالبيضاء إلى العمارة الجديدة بالسجن المركزي بالقنيطرة وما صاحب ذلك من ضرب واعتداء وتجريد من اللباس وتعليق بعضهم وتعريض زوارهم لتفتيش مخل بالكرامة. وبتاريخ 06 دجنبر 2010 أعلن 84 معتقلا مرحلا إضرابا مفتوحا عن الطعام من أصل 120 معتقلا رحلوا من عدة سجون إلى العمارة الجديدة بالسجن المركزي بالقنيطرة وقد تم تعليقه من طرف البعض في أعقاب زيارة قامت بها تنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة ومنتدى الكرامة لحقوق الإنسان للمندوب العام لإدارة السجون بتاريخ 17 دجنبر 2010 بعدها زارت لجنة من المندوبية العامة المضربين بالسجن المركزي بالقنيطرة، وفتحت حوارا مع المضربين انتهى إلى تعليق الإضراب بتاريخ 20 دجنبر 2010 لكن حوالي 30 معتقلا استمروا في الإضراب ويطالبون بتقريبهم من عائلاتهم ونقلهم إلى السجون التي كانوا بها قبل الترحيل، ومحاسبة المسؤولين عن تعذيبهم أثناء ترحيلهم. وما يزال هذا الإضراب مستمرا لحد الساعة، وقد أصبحت الحالة الصحية للمضربين جد حرجة، وهذا ما نبهت إليه الوقفة الإحتجاجية التي نفذتها تنسيقية الحقيقة ومنتدى الكرامة بتاريخ 31 دجنبر الماضي أمام المندوبية العامة لإدارة السجون. وينبغي التذكير أن الطبيبة ضحى أبو ثابت والطالبة فوزية أزوكاغ تخوضان إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 28 دجنبر مطالبتين بتحسين ظروف إقامتهما داخل السجن وفصلهما عن معتقلات الحق العام. كما يخوض منذ 15 نونبر الماضي سبعة من معتقلي السلفية الجهادية كانوا بسجن عكاشة بالدارالبيضاء، وتم تفريقهم على عدة سجون احتجاجا على الأحكام التي اعتبروها قاسية في حقهم. وتندر الحالة الصحية لميلود بوجودا الموجود بسجن خريبكة جد حرجة مع هدي بلكحل وحسن العبدلاوي من نفس المجموعة. كما أعلن 11 معتقلا من معتقلي السلفية الجهادية بالسجن المحلي بطنجة إضرابا مفتوحا عن الطعام بتاريخ 30 دجنبر احتجاجا على الإجهاز على حقوقهم ومكتسباتهم داخل السجن. ويمكن تلخيص مطالب المضربين في: تقريبهم من عائلاتهم، بإعادتهم إلى السجون التي رحلوا منها بما في ذلك المعتقلون السبعة الذي يحتجون على الأحكام الصادرة في حقهم ويطالبون بالإلتحاق بحي السلفية الجهادية. فتح بحث فيما تعرض له المعتقلون المرحلون إلى السجن المركزي بالقنيطرة بتاريخ 09 أكتوبر 2010 من تعذيب يجرمه القانون والمواثيق الدولية ذات الصلة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك . تمتيعهم بكل حقوقهم داخل السجن وصون كرامتهم وكرامة زوارهم . تحسين ظروف إقامة المعتقلتين ضحى أبو ثابت وفوزية أزوكاغ ، بالسجن المحلي بسلا، وتخصيص زنزانة لهما تتوفر على مواصفات الإقامة الكريمة . لماذا لم يعمم الإضراب بالنسبة لباقي السجون؟ الترحيل والإعتداء والتعذيب طال المعتقلين الذين رحلوا إلى العمارة الجديدة بالسجن المركزي بتاريخ 09 أكتوبر وبالتالي كان منطقيا أن يخوض هؤلاء إضرابا مفتوحا عن الطعام ، فضلا عن ذلك خاض قرابة 15 معتقلا من معتقلي السلفية الجهادية إضرابا مفتوحا عن الطعام بالسجن المحلي بوجدة مطالبين بتمتيعهم بحقهم في الخلوة الشرعية ، والتحق سجن طنجة بالإضراب المفتوح عن الطعام يوم 30 دجنبر 2010 ، وينتظر أن تعلن بعض السجون الأخرى تضامنها إن لم تعلن إضرابا مفتوحا . ما هي قراءتكم للترحيلات الأخيرة التي قامت بها إدارة السجون تجاه السجن المركزي بالقنيطرة؟ في الوقت الذي نسمع فيه بالمصالحة في دول الجوار ما بين الدولة والسلفية الجهادية ، نلاحظ في بلادنا هروبا إلى الأمام ، لوجود جهة لا ترى مصلحتها في الإنفتاح على الحوار والمصالحة . في الواقع أصبح معتقلو السلفية الجهادية يكونون جبهة داخل السجون وظهر وعي داخل المعتقلين بأهمية التعريف بقضيتهم وإبراز مظلوميتهم لا سيما أن جمعيات حقوقية راقبت محاكماتهم وأصدرت تقارير في الموضوع تؤكد غياب الشروط العدالة فيها . ومن الملاحظ فقد تم تجميع معتقلين بالسجن المركزي بالقنيطرة في العمارة الجديدة قاسمهم المشترك التواصل مع الإعلام والجمعيات الحقوقية.