كشف برنامج ''45 دقيقة'' على قناة ''الأولى'' يوم الأحد ، النقاب عن المعاناة الحقيقية التي يعيشها اللاعبون السابقون في كرة القدم المغربية، والذين قدموا العديد من الانجازات لهذا البلد، قبل أن يجدو أنفسهم أمام واقع صادم. البرنامج الذي عنون حلقته الأخيرة ب''مجد واحد ومصائر مختلفة''، تعرض لعدد من الحالات التي كان أصحابها يعيشون الشهرة والفرح قبل أن يتحولوا إلى مواطنين من الدرجة السفلى، اضطرهم الزمان إلى الاشتغال في مهن لا علاقة لهم بها، فكانوا على الأقل أفضل حالا ممن لم يجد منهم أي عمل حتى اليوم، وأفضل من الذين اتخذو قرار ''الانتحار'' حينا أو ''الموت'' بسبب المرض بعيدا عن أعين الناس. ومن بين هذه الحالات الكثيرة والمتعددة، ''العربي بنمبارك'' و''الشافي'' و''السامبا'' الذين ماتو في ظروف غامضة بعد حياة مؤلمة عاشوها في عزلة واكتئاب، نتيجة التحول المفاجئ لأوضاعهم المعيشية. النموذج الثاني، كان لللاعبين مغاربة صنعوا هم كذلك أمجاد الكرة الوطنية، وعاشو أفراح الانتصارات ونشوة التشجيعات، لكنهم بعد الاعتزال وجدو أنفسهم مطالبين بالاشتغال في مهن لم يفكروا فيها يوما، من أجل توفير لقمة العيش في غياب أي دعم حكومي أو مؤازرة اجتماعية من المجتمع المدني. وتطرق البرنامج لخمس حالات، بدءا بالاعب الدولي السابق ''الغزواني'' صاحب أول هدف دولي في تاريخ المغرب، والذي وجد نفسه يشتغل كسائق سيارة أجرة كبيرة، اختار أن يكون مسارها بين البيضاء وسيدي احمد نواحي السطات، فقط لأنه لم يعد يطيق اللقاء بأشخاص يعرفونه داخل مدينة البيضاء، قد يذكروه بأمجاده الكروية السابقة، تجعله يتألم من تذكرها. النموذج الثاني، كان مع اللاعب الدولي السابق ''عبد الكبير التيسير'' الذي زارته كاميرا البرنامج بالمقهى الذي يشتغل به نادلا، ب20 درهم فقط في اليوم، ثم اللاعب ''عبد الكريم أوغاندي'' الذي تحول إلى بائع متجول بأحياء البيضاء، يبيع الأواني المنزلية الزجاجية والبلاستيكية، بعد أن سجل أجمل الأهداف في مرمى الخصم. بعدها جاء دور اللاعب الدولي ''العربي لحبابي'' الذي حصل على صفة أحسن لاعب في العالم العربي سنة ,1996 والذي وجد نفسه بعد الاعتزال مضطرا للاشتغال في سوق الخردوات، وهي المهنة التي لا يعرف عنها أي شيء، ثم تطرق البرنامج للاعب الوداد السابق سعد الملقب ب''بيسو'' والذي يعيش عاطلا بدون عمل ولا مدخول، وهي أصعب الحالات التي قدمها البرنامج. وللإجابة عن سؤال مستقبل هؤلاء اللاعبين، توجه معدوا البرنامج بالسؤال إلى سعيد البخاري مدير قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة، الذي أكد أن ملف وضع صندوق يهتم بهذه الشريحة المهمشة موجود، وأن الأمر مرتبط بالوقت. البخاري أوضح كذلك، بضرورة إنشاء مؤسسة تكون تابعة للدولة وبدعم وزارة الشباب والرياضة، التي قال بأنها يمكنها أن تخصص جزءا من ميزانيتها لدعم هذا الصندوق، طالما أنها تدعم الجامعات الرياضية بنسب تتفاوت من 30% إلى 99% من ميزانيتها.