كشفت وثائق ويكليكس عن الآراء المزدوجة لرئيس الحكومة الإسبانية السابق لويس خوسي ماريا أثنار في موضوع تقرير المصير، أثنار الذي يدعم حزبه الشعبي الاستقلال في الصحراء المغربية والحق في تقرير المصير، له رأي مخالف عندما يتعلق الأمر بحركة ''إيتا'' التي تطالب باستقلال إقليم الباسك في إسبانيا. أثنار عبر في لقاء مع السفير الأمريكي - حسب محضر اجتماع عقد في 18 أكتوبر 2006 في مدريد- عن مخاوفه من كون حكومة ثاباتيرو تسير في اتجاه ''بلقنة'' إسبانيا بمنحها الحكومات التي تخضع للحكم الذاتي مزيدا من الاستقلال في تسيير الشأن المحلي، الوثيقة قالت إن الحزب الشعبي ينظر إلى فتح مفاوضات مع منظمة إيتا بأنها ''أسوأ من الحكم الذاتي'' لأن الحكومة بقيامها بالتفاوض أضفت عمليا الشرعية على حركة الباسك التي تطالب بحق تقرير المصير. رفض أثنار والحزب الشعبي لمبدأ التفاوض مع إيتا حول بلاد الباسك يقابله تصريحات أخرى للرئيس الإسباني السابق يعتبر فيها التفاوض حول الحل لقضية الصحراء، حيث أعلن في عدد من المناسبات وهو في سدة الحكم عن تأييده إجراء مفاوضات بين الأطراف من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء. وتقول الوثيقة إن ''أثنار أعرب عن قناعته بفشل المفاوضات. فهو يعتقد أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع إيتا هو اعتبارها منظمة إجرامية، هذه المفاوضات ليست لديها أي فرصة للنجاح، لأن أيا من الطرفين ليست لهما مساحة كافية للمناورة أو المرونة في مواقفهم. ووفقا لأثنار، فإن إيتا لن تتخلى أبدا عن مطلبها من أجل تقرير المصير لسكان منطقة الباسك والحكومة لا يمكن أبدا أن تقبل هذا الطلب ''. هذا الخطاب ليس جديدا بالنسبة لأثنار، فقد تلقى سنة قبل ذلك أي في 2005 انتقادات شديدة لأنه صرح بأن ''إسبانيا معرضة لخطر التفكك والبلقنة''، في كلمة أمام مئات رجال الأعمال في المكسيك، وكأنه ينصحهم بشكل غير مباشر بعدم الاستثمار في إسبانيا. 'وفي موضوع الصحراء المغربية، يكشف محضر اجتماع آخر عقد في السفارة الأمريكية بتاريخ 2 يوليوز 2010 في مدريد، عن دعوة الرئيس أثنار الولاياتالمتحدةالأمريكية لوقف جهودها في التعاون مع المغرب والجزائر لإيجاد حل للمشاكل في الصحراء، وذكر أثنار بشكل قاطع أن سياسة الولاياتالمتحدة مؤخرا القائمة على الاقتراب من المغرب ''فكرة سيئة''. مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة رغم تقديمها تنازلات ومساعدات للمغرب، إلا أن هذا الأخير ''يسيء استخدام هذه الأشياء.'' هذا ورفض رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسيه ماريا أثنار التعليق على المراسلات الدبلوماسية الأمريكية التي قام موقع ويكيليكس بتسريبها عنه خلال ندوة صحافية عقدها في نيويورك بالتزامن مع جولة يقوم بها للولايات المتحدةالامريكية وكندا واكتفى بالتعبير عن تفاجئه بضعف الأنظمة الأمنية التي عجزت عن حفظ هذه الوثائق.