المطر مطلوب والمطر مرهوب! هذه هي المفارقة التي تميز تفاعل المغاربة مع موسم الأمطار، وهي عقدة تكشف من جهة تعلق المغاربة بأمطار الرحمة التي يتوقف عليها معاشهم حيث ما يزال الاقتصاد المغربي رهين الفلاحة التي يعتمد أساسا على ما تجود به السماء من غيث، ومن جهة أخرى تكشف تلك المفارقة تخوف المغاربة من الكوارث التي تصاحب هطول الأمطار والتي أودت في حصيلة مؤقتة خلال يوم واحد بحياة أزيد من 36 شخصا. والضحايا تتوزع أسباب موتهم مخاطر البنايات الآيلة للسقوط وهشاشة البنية التحتية من طرقات ومجاري المياه وغيرها. والذي ميز كوارث هذه السنة هو ظاهرة الانهيارات الأرضية وسط الطرقات مما يبين فداحة الغش الذي تضيع بسببه الملايير من دراهم المال العام سنويا. ولعل المرهوب في المطر بالمغرب يمثل الضريبة الثقيلة لما يتم الكشف عنه في كل موسم أمطار، من سيئات التدبير العمومي المرتبط بالبنيات التحتية. لكنها، ولا شك، درس قاس لكل الغشاشين إذا تم فتح الحساب.