اعترف وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي بعدم استكمال ''رؤية ''2010 السياحية كل أهدافها. وأرجع الزناكي سبب التفاوت بين الإنجازات والأهداف خلال لقاء عقده بداية الأسبوع الحالي بالدارالبيضاء إلى عوامل ظرفية وهيكلية. وذكر الزناكي أن تحدي قطاع السياحة خلال فترة (2020-2011) تكمن في تنويع العرض السياحي، حيث أن 39 بالمائة من السياح الوافدين على المغرب ''يأتون للسياحة الثقافية وليس للشواطئ، والمطلوب تطوير هذا المعدل''. وشدد الزناكي على أن المغرب يتوفر على 1450 موقع سياحي لا يستثمر حاليا منه سوى 320 موقع سياحي. وفي معرض تقديمه للخطوط العريضة ل''رؤية ''2020 المقرر أن يكشف عن تفاصيلها بمراكش في 30 نونبر الحالي في إطار المناظرة العاشرة للسياحة، توقع الزناكي أن يبلغ عدد السياح الوافدين على المغرب خلال 2010 حوالي 5,9 مليون سائح أي أقل من العدد المرسوم بنسبة 5 بالمائة. وأبرز أن القطاع السياحي جلب خلال الفترة الممتدة مابين 2001 و2009 ما يعادل 385 مليار درهم، وهو ما يشكل 73 بالمائة فقط من الهدف المسطر خلال رؤية .2010 وأرجع الزناكي عدم استكمال رؤية 2010 لكامل أهدافها إلى ضعف تنوع العرض السياحي الذي يبقى مركزا في أربع مدن رئيسية (مراكش، أكادير، الدارالبيضاء، طنجة)، ثانيا هيمنة السياحة الساحلية على العرض، إذ تشكل 23 بالمائة من العرض، هناك أيضا المنافسة من قبل بلدان البحر الأبيض المتوسط(مصر، تركيا، تونس)، إضافة إلى إهمال البعد الجهوي في السياسات السابقة، كما أن 75 بالمائة من التدفقات السياحية إلى المغرب تأتي من ستة بلدان فقط على الرغم من أن الميزانية المخصصة للدعاية السياحية انتقلت من 200 مليون درهم سنة 2002 إلى 550 مليون درهم برسم سنة .2010 أما عن ''رؤية ''2020 لقطاع السياحة، فتتمحور أساسا على أربعة محاور. أولها الارتكاز على مكتسبات رؤية ,2010 ثانيا الانتقال إلى مقاربة مهيكلة لإعداد التراب الوطني في مجال التشغيل والاستثمار، ثم تعزيز تنافسية السياحة المغربية، رابعا جعل التنمية المستدامة محور هذه الإستراتيجية، حسب ''رؤية ''2020 فقد حددت المناطق السياحية بالمغرب حسب ثلاثة خصوصيات أساسية هي السياحة الشاطئية والثقافة والطبيعة، إذ تم تقسيم المغرب إلى 8 مناطق سياحية، والهدف خلق أقطاب جهوية سياحية وتجاوز مركزية الحركية السياحية الحالية. وفي قراءته لرؤية ,2020 اعتبرمحمد أنس التادلي، من المكتب المغربي للسياحة، أن معضلات السياحة بالمغرب ''مرتبطة بانحسار الأسواق وضعف الطلب الداخلي وغلاء التكلفة مقارنة مع الدول المنافسة''، وشدد التادلي على ''أولوية الاهتمام بالسياحة الثقافية والطبيعية والصحراوية، بدل التركيز فقط على السياحة الشاطئية''،معتبرا أن أبرز الأوراش المفتوحة حاليا تهم السياحة الشاطئية، في حين تظل باقي الروافد السياحية الأخرى''شبه مغيبة''. في موضوع متصل، توقعت منظمة العمل الدولية أن يحقق قطاع السياحة في العقد المقبل طفرة كبيرة، وأن يوفر حوالي 296 مليون فرصة عمل بحلول العام ,2019 وذكرت المنظمة في تقرير لها أن السياحة أصبحت اليوم صناعة تمثل أحد أهم مصادر الدخل القومي للدول، وأنها أصبحت أحد أكثر القطاعات الاقتصادية ديناميكية في الاقتصاد العالمي حاليا، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تصل مساهمة هذا القطاع الحيوي في الناتج القومي الإجمالي إلى مايقارب نسبة 9 بالمائة.