اندلع جدل حاد في بحر الأسبوع الماضي بين المعارضة والحكومة في مدينة سبتةالمحتلة على خلفية المشروع الذي أنشأه المغرب في مدينة القصر الصغير ويتعلق الأمر بالقاعدة البحرية المجهزة على أحدث طراز على بعد عشرين كيلومترا من سبتة والتي تم الانتهاء من المرحلة الأولى من العمل فيها منتصف هذا العام، على أن تعمل القاعدة بكامل طاقتها في عام .2011 وأكد متتبعون أن من شأن تلك القاعدة توفير الأمن في المنطقة وحمايتها من أية أنشطة للقراصنة. هذا وهاجمت المعارضة اليمينية في المدينةالمحتلة هذا المشروع في إطار حربها المعادية للمغرب، رغم أن رئيس الحكومة شدد في حوار مع صحيفة ''إلباييس'' يوم الأحد 21 نونبر 2010 على روح التعاون والثقة التي تطبع العلاقات المغربية الإسبانية في عدد من المجالات وعلى دوره الفعال في مواجهة الأخطار التي تهدد أمن إسبانيا. وعلى الرغم من ذلك لجأت المعارضة إلى نهج سياسة ''التخويف'' من المشاريع الكبرى التي يقودها المغرب منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، ففي وقت سابق اعتبرت المعارضة التي يتزعمها الحزب الشعبي أن بناء ميناء طنجة المتوسطي سيهدد اقتصاد المدينتين المحتلتين، واليوم تهاجم ذات الجهات القاعدة البحرية في القصر الصغير والتي ستكون مزودة بفرقاطة حديثة راجمة لصواريخ فرنسية الصنع معتبرة أن هذه القاعدة ستقوي الحضور المغربي في منطقة جبل طارق مقابل ضعف الجانب الإسباني. هذا ونقلت عدد من الصحف الموالية لليمين الإسباني منها ''البويبلو دي سيوتة'' و''إلكونفيدينسيال ديخيتال'' و'' أ بي سي'' ما قالت إنه مخاوف الحزب الشعبي من السياسة التي تنتهجها الحكومة المركزية الاشتراكية بخصوص التواجد العسكري في مليلية. وأشارت الصحف إلى أنه في الوقت الذي سرع فيه المغرب من وتيرة العمل للانتهاء من إنشاء قاعدته البحرية ، تقوم الحكومة الاسبانية بعملية تجريد مدينة سبتة من السلاح منذ عامين، حيث أسفرت الإجراءات التي قامت بها وزيرة الدفاع - حسب ذات المصادر- إلى مغادرة ما يقرب من ألف جندي، بينهم ضباط وضباط صف وجنود لمدينة سبتة مما سيؤدي إلى إضعاف سبتة عسكريا واقتصاديا من جهة، وضياع الوجود العسكري الإسباني بمضيق جبل طارق من جهة ثانية. بدورها لم تتأخر الحكومة الاشتراكية في الرد على هذه الاتهامات، حيث دعت مفوضية الحكومة في سبتة لوقف ما أسمته ''التكهنات'' الإعلامية والسياسية حول موضوع الأمن في المدينة. فيما اعتبرت الصحيفة الإلكترونية ''إلفارو دي سبتة'' في افتتاحيتها لأول أمس الأحد أن الدفاع الوطني ليس ''لعبة أطفال'' في إشارة إلى الحملة الإعلامية حول انسحاب عسكري تدريجي من سبتة، واتهمت الحزب الشعبي باستغلال ملفات حساسة مثل الدفاع الوطني من أجل أهداف انتخابية ونشر الأكاذيب في غياب أي مستوى من احترام أخلاقيات المهنة الصحافية.