أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، أول أمس، رفضها الشديد لفكرة توسيع الهجمات التي تشنها الطائرات الأمريكية على الأراضي الباكستانية. ونقلت صحيفة ''داون'' الباكستانية عن الناطق باسم الوزارة محمد عبد الباسط قوله إن الولاياتالمتحدة أبلِغت بوضوح أن الإجراءات ضد المسلحين على الأراضي الباكستانية ستنفذها باكستان نفسها التي ترفض بشدة فكرة توسيع هجمات الطائرات من دون طيار الأمريكية على الأراضي الباكستانية. وأضاف عبد الباسط ''نحن حلفاء للولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب، لكن باكستان لن تساوم على سيادتها''، لافتاً إلى أن واشنطن تعلم جيداً تداعيات توسيع هذه العمليات إلى مناطق أخرى داخل الأراضي الباكستانية. وأشار إلى ضرورة زيادة التعاون الاستخباري بين إسلام آباد وواشنطن، مشدداً على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال توسيع هجمات الطائرات الأميركية لتشمل مدينة كويتا بشمال غرب البلاد. وكانت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية نقلت، أول أمس، عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تسعى إلى ممارسة ضغوط على باكستان لتوسيع المنطقة الجغرافية التي تشن فيها طائرات استطلاع بلا طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية غارات جوية تستهدف متشددين. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأمريكيين أن الطلب الأمريكي يركز على المناطق المحيطة بمدينة كويتا التي يعتقد أن قياديي حركة طالبان الأفغانية يتمركزون فيها، بالإضافة إلى توسيع حدود الجغرافية المسموح بشن الغارات الجوية بها في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان قرب الحدود مع أفغانستان والتي شهدت منذ بداية العام الحالي حوالي 101 غارة. غير أن المسؤولين قالوا إن باكستان رفضت الطلب الامريكي ووافقت في المقابل على إجراءات أكثر تواضعاً مثل توسيع وجود عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية ''سي أي ايه'' في كويتا، حيث أنشأوا بالتعاون مع الاستخبارات الباكستانية فرقاً تسعى إلى إلقاء القبض على قيادي حركة طالبان. وكان عدد الغارات التي تشنها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد تصاعد بشكل كبير في الأشهر الأخيرة وتم تسجيل 47 غارة منذ شهر شتنبر.