أكد ''جيل بينكان''، ممثل الاتحاد من أجل المتوسط، في مؤتمر بمراكش أن هذا ''التجمع الإقليمي'' لا ينتظر حلول السلام في الشرق الأوسط من أجل القيام بمشاريع. وهو ما اعتبره ملاحظون تصريحا واضحا حول أهداف الاتحاد الساعية إلى إدماج الكيان الصهيوني في منظومة متوسطية لتحقيق طموح التكامل الإقليمي دون السعي إلى حل القضية الفلسطينية الشائكة وانهاء الاحتلال. وأضاف بينكان في الكلمة ذاتها والذي يقوم بجولة في المغرب ضمن وفد أوروبي اجتمع خلالها مع 3 وزراء هم أمينة بن خضرة، وزير المياه والتعدين والطاقة والبيئة، وتوفيق حجيرة وزير الإسكان، والوزير المسؤول عن الشؤون الاقتصادية والعامة نزار بركة، أن بنكا متوسطيا برأس مال يقدر ب10 ملايير أورو بصدد الانشاء للإشراف على تمويل تلك المشاريع. واستغل بينكان، اجتماع حوالي 500 طبيب للجراحة التجميلية، منهم أطباء من الكيان الصهيوني من أجل ''تحسيسهم بالمخاطر البيئية التي تحدق بضفتي المتوسط بسبب الانحباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة''. وأشار المتحدث ذاته أن العديد من الكائنات الحية مهددة بالانقراض أو بالتأثر بالتحولات المناخية، مما سيكون له الأثر الوخيم على الإخلال بالتوازنات الطبيعة، كما أوضح أن المنطقة ستعرف في المستقبل القريب أزمة في مصادر الطاقة التقليدية مثل النفط والفحم الحجري، إضافة إلى أزمة في المياه ما لم تتخذ الإجراءات الوقائية والبحث عن حلول بديلة، ومن بين ذلك استعمال الطاقة الشمسية، مشيرا أن الاتحاد من أجل المتوسط برمج مشاريع بقيمة 50 مليار أورو في هذا الميدان لا يتوفر منها لحد الآن إلا على 7 ملايير أورو. وأضاف أن السياحة الراقية التي تستعمل ملاعب الكولف والمسابح ستتأثر حتما من أزمة الماء، كما أن النمو الديمغرافي المتزايد سيحدد طبيعة الحياة في المدن المتوسطية. من جانب آخر زار الوفد، قبل لقائه بالمسؤولين الحكوميين بالرباط، موقع مشروع سكني ''عالي الجودة البيئية'' بمدينة بنسليمان والمرشحة أيضا لاحتضان مقر الاتحاد من أجل المتوسط في مجال ''الإسكان المستدام'' في إطار شبكة من الشبكات لتعزيز التعليم والبحوث وتقديم مشاريع تجريبية مؤهلة للحصول على التمويل الدولي، لكن هذه الوكالة مازال يلفها الكثير من الغموض حسب مصادر إعلامية. وتعتبر التنمية المستدامة من الأولويات الست للاتحاد، غير أن المصادر ذاتها أشارت أن الجانب الحكومي خاصة بنخضراء وبركة ردا بكون التنمية المستدامة في المغرب لا تنتظر إشارة من الاتحاد من أجل المتوسط، بل تتبع التوجيهات الملكية في هذا المجال.