بدأ نحو مليونين ونصف مليون حاج من سائر أنحاء العالم يوم الأحد 14 نونبر 2010 في مكةالمكرمة شعائر الحج لهذا العام وسط تدابير أمنية مشددة ومع دخول منشآت جديدة الخدمة بينها ''قطار المشاعر'' وذلك بهدف الحد من الاكتظاظ ومخاطره. هذا ويصعد اليوم ضيوف الرحمن إلى جبل عرفات الذي يعرف بجبل الرحمة، وهو أهم أركان الحج. ويمضون فيه يوما من الصلاة والدعاء وبعد مغيب الشمس ينزلون إلى مزدلفة للمبيت وهي تقع في منتصف الطريق بين عرفات ومنى. ويصوم المسلمون من غير الحجاج يوم عرفة لما في ذلك من أجر كبير كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: ''كفر السنة الماضية والباقية؛. كما يستحب في هذا اليوم الدعاء، فعن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك''. هذا وسيتم خلال يوم الوقوف بعرفة تغيير كسوة الكعبة المشرفة الجديدة، وتتم صناعة هذه الكسوة من الحرير الخالص والذهب في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكةالمكرمة على نفقة الحكومة السعودية، وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة أكثر من 20 مليون ريال وهي تصنع من الحرير الطبيعي الخالص الذي يتم صبغه باللون الأسود. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمتراً بطول 47 متراً والمكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية كتبت كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه ''يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، الحمد الله رب العالمين''، والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب يحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. من جهة أخرى بدأ أمس الأحد تشغيل ''قطار المشاعر'' المعروف أيضا باسم مترو مكة لخدمة الحجاج قرب مكةالمكرمة مما يؤمن حلا جديدا للازدحام في موسم الحج. وهذا القطار الخفيف يسير على مسارين ويبلغ عدد محطاته تسعا وهو يربط بين المشاعر المقدسة (منى ومزلفة وعرفات) التي تكتظ بالحجيج خلال ايام الحج الستة. وسيحل هذا القطار محل أربعة آلاف حافلة ركاب كانت تستخدم في السنوات السابقة لنقل الحجاج. أما جسر الجمرات حيث يقوم الحجاج بشعائر رمي الجمرات، فقد تمت توسعته وبات يتمتع بعدة طبقات، كما تم تنظيم الحركة عليه بدقة. وإلى جانب هذه المنشآت، شددت المملكة العربية السعودية إجراءاتها الأمنية لحماية التجمع السنوي الأكبر في العالم من أي محاولة لتعكير صفو الشعائر. وتنشر السلطات السعودية عدة حواجز تفتيش على الطريق بين جدة (غرب) ومكةالمكرمة وتقوم بالتدقيق في وثائق المسافرين المتجهين إلى الأراضي المقدسة.