نفذت عائلة محمد المرواني، المعتقل السياسي بسجن الزاكي بسلا، يوم السبت 13 نونبر 2010 إضرابا عن الطعام بمنزل والدته بحي يعقوب المنصور بالرباط حضرته جمعيات حقوقية وهيئات سياسية وشخصيات فكرية، وذلك للفت أنظار السلطات والرأي العام، إلى تدهور حالته الصحية بسبب إصراره على مواصلة الإضراب المفتوح عن الطعام قرابة الشهر. وفي السياق ذاته، قام مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ومحمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان بزيارة إلى المرواني بالسجن نهاية الأسبوع الماضي، حاملين إليه رسائل من مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح، ومن حزب العدالة والتنمية، ومنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، تدعوه إلى وقف الإضراب عن الطعام، وأكد الرميد أن الحالة الصحية للمرواني جد مزرية، وعبر عن تخوفاته من تطور الحالة إلى الأسوء مطالبا السلطات المعنية بفتح حوار مع المضربين، والتعامل مع هذا الملف على أنه ملف سياسي. وتوجه الأستاذ ادريس الكتاني، الأمين العام لنادي الفكر الإسلامي برسالة إلى المرواني، باسم علماء ومثقفي نادي الفكر الإسلامي راجيا منه التوقف ''حالا'' عن هذا الإضراب. وقال الكتاني في مراسلته توصلت ''التجديد'' بنسخة منها إن إدارة السجون وإعادة الإدماج بأنها تعتقل خمسة رجال ''هم ضحايا أخطاء ووشايات وسوء فهم، مع العلم أنهم علماء ومثقفون ومخلصون لدينهم ووطنهم ودولتهم ونظامهم الملكي وقيم حضارتهم الإسلامية''.وشدد محمد المرواني في رسالة وجهها إلى المشاركين في الإعتصام التضامني الذي نظم ببيت والدته، أنه جاهز ''للتجاوب مع كل المناشدات الوطنية الصادقة'' لوقف الاضراب عن الطعام مشترطا أن '' يوضع بين أيدينا مؤشر يفيد بالاتجاه نحو الطي النهائي لهذه المظلمة''. وقال المرواني في رسالته، حصلت ''التجديد'' على نسخة منها، ''الإضراب المفتوح عن الطعام ليس هدفا في حد ذاته، بل هو وسيلة، موضحا أن مقصوده من الاضراب حدده في أمرين، ''أن نسجل احتجاجنا على المنطق البئيس الذي يدار به الشأن العام ببلدنا.. و الأمر الثاني: لكي يرتفع الظلم و البغي علينا ويكفل حقنا في التعبير والتنظيم''. من جانبها، راسلت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان وزير العدل لمطالبته بفتح حوار مع المعتقلين على خلفية ما يعرف بملف ''بلعيرج'' المضربين عن الطعام قرابة الشهر ''نظرا لمطالبهم المعقولة وللحيلولة دون وقوع ضحايا''. وأعلنت الرابطة تشبتها بحق معتقلي الرأي في الحياة و السلامة البدنية و العقلية وحقهم في عدالة حقيقية، مطالبة بالإفراج الفوري عنهم، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي، وكل القضايا المرتبطة بحرية الرأي والتعبير. وفي السياق ذاته، راسل مثقفون عرب، الأستاذ محمد المرواني وزملائه المضربين عن الطعام في سجن سلا وقف ''إضراب الجوع فورا''، إنقاذا لحياتهم. وجاء في الرسالة الموقعة من (فيوليت داغر، هيثم مناع، منصف المرزوقي، حبيب عيسى، ناصر الغزالي، عمار قربي، هبة رؤوف عزت، أنور مالك، سبيكة النجار، خالد محمد حمزة، فابيولا بدوي، محمود قنديل، المصطفى صوليح، جمال عيد، رشيد مصلي، مصطفى الحسن طه، جوزيف عبدالله، مية الجريبي)، التي توصلت ''التجديد'' بنسخة منها:''لا شك لدينا بأن موقف السلطات المغربية من قضيتكم، لم يترك لكم سوى ارتهان الجسد لاطلاق صرختكم اليائسة من إعمال العدالة، والتضحية بالذات للتبليغ بمعاناتكم ولو بلغت حد التضحية بالحياة...حيث أظهرت التقارير الموثقة للجنة العربية لحقوق الإنسان ومنظمات حقوقية مغربية ودولية، بما لا يرقى للشك، هشاشة التهم الموجهة إليكم، وعدم صمودها خلال المواجهات مع المحامين والمتهمين أثناء جلسات المحاكمة...ومع ذلك، ألا ترون أنه من المؤسف أن يسجل من أراد بكم الأذى نصراً جديداً في حال أصابكم مكروه صحي أو عاهة دائمة، في حين أن عائلاتكم ووطنكم بأمس الحاجة إليكم لتكملوا مسيرة النضال الطويلة والعسيرة من أجل كرامة الإنسان وحرياته الأساسية..''