غصت ساحة الأمم في قلب مدينة طنجة بعشرات المحتجين الذين قدموا من مختلف أحياء المدينة، ومنهم من جاء من مدن أخرى. رفعوا أصواتهم عاليا للتنديد بمعهد ''أماديوس'' ومؤتمر ''ميدايز'' الذي ينظمه واستدعى شخصيات صهيونية للمشاركة فيه. ويبدو أن شعارات المحتجين الذين مثلوا مختلف التيارات السياسية والمدنية والفكرية الرافضة للتطبيع وصلت رغم بعد المسافة إلى مكان انعقاد المؤتمر، بسبب الحواجز الأمنية المشددة التي وضعت في الشوارع المؤدية إلى الفندق الذي يستضيف المؤتمر . ورفع المحتجون شعارات تدعو إلى وقف المؤتمر وتندد بالتطبيع والمطبعين، وتحيي المقاومة. وأكد محمد عليلو، مسؤول جهة الشمال الغربي لحركة التوحيد والإصلاح في تصريح ل''التجديد'' على أن المحتجين ومعهم كل المغاربة يرفضون التطبيع، مشيرا إلى أن ''الوقفة الإحتجاجية تعبير واضح من سكان مدينة طنجة عن رفضهم لأن تكون مدينتهم بوابة للتطبيع مع الكيان الصهيوني''. أما ربيع الخمليشي، عضو المكتب الإقليمي للحزب الإشتراكي الموحد فأكد ل''التجديد'' بأن الشعارات المرفوعة تعبر عن نبض الشارع المغربي وصوته الحقيقي الرافض للتطبيع مع الصهاينة، مضيفا بأن ''تفاعل المسؤولين مع هذا النبض هو الذي سيسائلهم حول مدى استيعابهم لصوت الضمير المغربي. ومن جهته اعتبر خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين بأن استدعاء معهد ''أماديوس'' لشخصيات صهيونية، يعد بمثابة ''جزاء لهم على ما يرتكبه كيانهم من جرائم في الوقت الذي يدانون فيه على المستوى الدولي''. واتفق السفياني مع الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، محمد خيي في انتقاد ازدواجية الخطاب فيما يتعلق بالموقف من التطبيع مع الصهاينة. وأكدا معا بأن الواقع يكشف بوضوح عن وجود تطبيع مع الكيان الصهيوني في مختلف المجالات. وتأكدت مشاركة شخصيتين صهيونيتين على الأقل في أشغال المؤتمر الذي سيستمر إلى غاية يوم غد السبت، بعد أن نفى مسؤولون في المعهد في وقت سابق حضور ''إسرائيليين'' في المؤتمر. ويكشف برنامج المؤتمر مشاركة كل من ''بروس مادي وايتزمان'' الباحث الصهيوني في معهد موشي ديان للأبحاث، والذي سبق له أن نشر بحثا يحث فيه الكيان الصهيوني الغاصب على استغلال ورقة الأمازيغ للتغلل وتطبيع العلاقات مع المغرب. كما سيشارك ''جدعون ليفي'' وهو صحافي بجريدة ''هاآرتز'' الصهيونية المتطرفة. وفي نفس الإتجاه أكد الزكاف محمد، عضو المكتب المحلي للحركة من أجل الأمة على أن المتبنين لخيار التطبيع مع الصهاينة داخل المغرب سيلفظهم التاريخ و''لن يتمكنوا مهما حاولوا من الترويج لأفكارهم وإقناع المغاربة بها لأن فلسطين والقضية الفلسطينية جزء متجذر في ضمير المغاربة وحضارتهم'' وأضاف في تصريح ل''التجديد'' بأن ''فلسطين هي عنوان نهضتنا وإنسانيتنا''. ومن جهته شدد عبد الصمد فتحي، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان والمنسق العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة على ضرورة الإنصات لصوت المغاربة الرافضين للتطبيع مع الصهاينة وأكد على أن ذلك سيخلق احتضانا شعبيا للمسؤولين. تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الإدارية بالرباط قضت يوم الثلاثاء الماضي بعدم الإختصاص في القضية التي رفعتها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين من أجل إيقاف مؤتمر ''ميدايز'' وسحب الترخيص منه أو من مشاركة كل من يحمل جنسية ''إسرائيلية'' في أشغال المؤتمر.