انطلقت أول أمس في طنجة فعاليات «ميدايز 2010»، الذي ينظمه معهد «أماديوس»، وسط احتجاجات قوية على استدعاء شخصيات إسرائيلية لحضور هذا المنتدى الذي تستمر أشغاله طيلة ثلاثة أيام. وقد تجمع المئات من المحتجين في ساحة الأمم، عشية أول أمس، ينتمون إلى مختلف الأحزاب وهيآت المجتمع المدني ينددون بتنظيم هذا المنتدى، الذي وصفوه ب«العار» و«المدنس لأرض المغرب الطاهر». ورفع المتظاهرون شعارات تستنكر استضافة المنتدى مسؤولين إسرائيلين وحملوا رئيس المنتدى، إبراهيم الفاسي الفهري، نجل وزير الخارجية المغربي إبراهيم الفاسي الفهري، مسؤولية تطبيعه مع الكيان الصهيوني، في الوقت الذي قالوا إن والده ظل يؤكد تصريحاته أمام القنوات الرسمية في «أنه ليس هناك أي تطبيع مع الإسرائيليين». وقال خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين والعراق، «إن رئيس معهد «أماديوس إما عليه أن ينصت إلى كلام أبيه أو أن يتراجع والده عن تصريحاته التي يؤكد فيها عدم وجود تطبيع مع الإسرائليين، بعدما تأكد حضورهم إلى هذا المنتدى». وأضاف السفياني، في تصريحات صحافية، إن الوقفة الحاشدة التي كانت تمثل مختلف الأطياف السياسية والجمعوية والنقابية، أفضل جواب لجمهور مدينة طنجة، خاصة، والمغربي، عامة، على استضافة الصهاينة للمشاركة في هذا المنتدى الذي وصفه ب«المشؤوم». من جهة أخرى، عبَّر المتظاهرون عن إدانتهم كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مستغربين كيف أن أعلى سلطة في البلاد رفضت استقبال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، في حين يتعمّد ابن وزير الخارجية استدعاءهم إلى مدينة طنجة كل سنة، وهذا يعبر في نظر المتظاهرين عن قمة «اللامسؤولية والاستهتار بكرامة المغاربة». وطالب المتظاهرون بضرورة إيقاف هذا المنتدى ومحاسبة رئيسه والمسؤولين عنه، لأنه، في رأيهم، «يستفز شعور المغاربة الذين كانوا دوما ضد التطبيع وضد خيانة وإهانة الشعب الفلسطيني». يذكر أن مجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين والعراق رفعت دعوى قضائية استعجالية لإيقاف أشغال الدورة الثالثة لمنتدى «أماديوس»، غير أن المحكمة الإدراية في الرباط قضت بعدم الاختصاص في البت في هذه الدعوى الاستعجالية، وهو ما أثار استغراب واستنكار الجهة المدعية. من جهته، قال وزير الخارجية المغربي، الطيب الفاسي الفهري، خلال كلمته في افتتاح المنتدى، إن «المغرب يرفض سياسية الاستيطان التي تنهجها إسرائيل»، معتبرا أن «هذا الإجراء يعرقل مسيرة التفاوض والحل السلمي في المنطقة».