دعا مئات المتظاهرين في طنجة إلى اعتقال وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني ومرافقيها الذين تمت دعوتهم إلى المشاركة في أشغال منتدى «ميدايز» برعاية من مؤسسة «أماديوس». وطالب المتظاهرون، الذين قدر عددهم بأزيد من 500 شخص، بمحاكمة ليفني ومسؤولين إسرائيليين آخرين يشاركون في منتدى «ميدايز» الذي ينهي اليوم السبت أشغاله في طنجة. وتجمع المتظاهرون على بعد حوالي 200 متر من فندق «موفنبيك»، الذي جرت فيه أشغال المنتدى، فيما وضعت حواجز على الطريق المؤدية إلى الفندق، ووقف أفراد أمن ومسؤولون أمنيون في الطريق الفاصلة بين المتظاهرين والطريق المؤدية إلى مكان المؤتمر، فيما لم يتم تسجيل أية مصادمات بين الأمن والمتظاهرين. ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية ورددوا شعارات تعتبر ليفني مجرمة حرب وطالبوا بمحاكمتها، بسبب مسؤوليتها المباشرة في مذبحة غزة في دجنبر 2008، كما رفع متظاهرون أعلاما خضراء تضامنا مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس». ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبة بعدد من اللغات تطالب باعتقال ومحاكمة وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة. وبدا حضور نسائي بارز في هذه التظاهرة، بالإضافة إلى حضور قياديين في هيئات حزبية وحقوقية، وبرلمانيين ووجوه من المجتمع المدني من المغرب كله. وفي الوقت الذي لم يكن فيه حزب الاستقلال من الموقعين على بيان الإدانة الذي يشجب زيارة ليفني لطنجة، فإن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب شارك بقوة في الوقفة الاحتجاجية ورفع أعضاؤه لافتة تدين زيارة ليفني. وفي كلمة ألقاها خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، خلال المظاهرة الاحتجاجية، وجه انتقادا لاذعا إلى إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس مؤسسة «أماديوس»، المنظمة للمنتدى، بسبب استضافته لليفني. كما وجه السفياني اتهامات مباشرة إلى عدد من الأشخاص زاروا إسرائيل مؤخرا، وقال إنهم خونة وعملاء لأجهزة المخابرات الصهيونية «الموساد». وقال السفياني: «حفنة الأمازيغ الذين زاروا إسرائيل مؤخرا مجرد خونة وعملاء ولا علاقة لهم إطلاقا بالأمازيغ المغاربة الأحرار». وكان عدد من أعضاء جمعية يرأسها الدغرني زاروا مؤخرا تل أبيب على نفقة الحكومة الإسرائيلية «وعبروا عن إعجابهم بالتجربة الإسرائيلية»، وفق بيان أصدروه بعد الزيارة. يذكر أن وقفة احتجاجية أخرى عرفتها طنجة مساء أول أمس الجمعة نفسه، حيث احتج نشطاء من تنظيمات يسارية وجمعيات حقوقية في ساحة الأمم، بينها جمعية «أطاك» والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على زيارة ليفني لطنجة، وطالبوا بمحاكمتها على اعتبارها مجرمة حرب. وعلى الرغم من كل الاحتجاجات التي عرفتها طنجة ضد زيارة ليفني للمغرب، إلا أن هذه الأخيرة ظهرت منشرحة وهي تلج صباح أمس (الجمعة) باب فندق «موفنبيك» بطنجة للمشاركة في أشغال منتدى «ميدايز» التي ينظمه منتدى «أماديوس». ووصلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة إلى فندق «موفنبيك» وهي ترتدي ملابس صفراء، ورفقتها عدد من الحراس الشخصيين. ولم يستطع حراس ليفني الاستمرار في مرافقتها بعد وصولها الفندق، حيث طالبهم حراس أمن مغاربة بالابتعاد وترك مسؤولية الأمن لهم، وهو ما ترك انزعاجا واضحا على أحد الحراس. ليفني، التي كانت مظاهرات شعبية تنتظر قدومها أمس إلى طنجة، وصلت الليلة الماضية إلى طنجة حوالي منتصف الليل رفقة عدد من المرافقين. وفي الوقت الذي تقول فيه مصادر إنها حجزت 4 غرف في فندق موفنبيك، إلا أن مصادر مطلعة أفادت ل«المساء» أنها تنزل في إقامة خاصة، يرجح أنها فيلا قريبة من الفندق. ليفني وجهت تحية لأحد حراس الفندق قائلة «السلام عليكم» بعربية ركيكة، ثم توجهت مبتسمة إلى داخل الفندق. غير أن المثير هو أن موجودين في بهو الفندق، اقتربوا منها وأرادوا التقاط صور معها، من بينهم امرأة معروفة بعضويتها في حزب جديد.