اجتمعت مساء الإثنين 8 نونبر 2010 العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية للتنديد بصوت موحد بما أسموه من خلال الشعارات التي رفعوها ب''سياسة الاختطاف والتعذيب والمحاكمات غير العادلة''، وجاءت وقفة أمس -المنظمة من طرف اللجنة الوطنية، من أجل إنقاذ أرواح المعتقلين المضربين عن الطعام على خلفية ما بات يعرف بملف ''بلعيرج'' المضربين عن الطعام منذ ثلاث أسابيع مضت. وفي تصريح لها، أكدت الأستاذة عفاف الحاجي، زوجة المعتقل السياسي محمد المرواني، الأمين العام لحزب الأمة غير المرخص له، أن الهدف من وقفة اليوم هو ''إسماع صوتنا للمسؤولين الذين لم يحاولوا حتى الآن التواصل مع المضربين عن الطعام الذين ساءت حالتهم الصحية ..البعض لا يستطيع الكلام، والبعض لا يقوى على الحركة..وفي كل حين ننتظر سماع فاجعة لا قدر الله''. وشددت الحاجي على أن هذا الملف عرف الكثير من الخروقات، وانعدمت فيه كل شروط المحاكمة العادلة، بداية من الاختطاف على تعذيب البعض، إلى عدم السماح للدفاع بالاطلاع على الوثائق، إلى عدم الأخذ بشهادة الشهود الذين استدعتهم المحكمة والذين نفوا معرفتهم بأي من المعتقلين على ذمة الملف..ونحن نطالب اليوم، تضيف الحاجي بالإفراج الفوري على كل المعتقلين على اعتبار أن الملف مفبرك حسب نفس المتحدثة التي أضافت ''نحن واثقون من براءتهم، ونحمل الجهات المعنية كل المسؤولية عن حدوث كارثة صحية للمضربين''. من جهتها، قالت حورية زوجة المعتقل المختار لقمان الذي لم يعد يقوى على المشي بسبب الإضراب المفتوح عن الطعام، إن زوجها حكم ب51 سنة ظلما وعدوانا، وكل ذنبه أنه كان صديقا للمرواني، وشددت حورية ''نحن لسنا إرهابيين..بل ماصار يفعل بنا هو الإرهاب الحقيقي''. من جانبه، أكد خالد السفياني، منسق سكريتارية اللجنة أن ملف ''بلعيرج عرف ما لم يعرفه ملف سياسي سابق، ''جاء في ظروف غير مسبوقة منذ بدايته إلى اليوم، ونطالب بالعدل والإنصاف وبقضاء حقيقي لا قضاء وقدرا'' مشيرا إلى أن وقفة اليوم رسالة ''لنقول للجهات المعنية كفى التفافا حول مسؤوليتهم الحقيقية في هذا الملف الذي عرف أحكاما جائرة..بمحاضر مزورة..'' وأضاف السفياني، أنه بإمكان الجهات المعنية حل هذا الإشكال ووضع الأمور في نصابها، متسائلا هل الهيئات الحقوقية مطالبة منذ اليوم بتأسيس لجنة جديدة للحقيقة والمصالحة في انتظار ما سيحدث من كوارث''. وردد المحتجون شعارات تحمل مطالب المعتقلين وأسرهم من قبيل ''في الإضراب اللامحدود..الناصيري خلفتي الوعود..وعدتينا بالعدالة..كلام النهار محاه الليل.. بقضاء المهزلة..''. في السياق ذاته، راسل أطفال وطفلات المعتقلين المضربين عن الطعام المدير التنفيذي لليونيسيف من أجل التدخل ''حسب ما تسمح به المهمة التي تضطلعون بها وحسب واجب حماية الأطفال عبر العالم''-حسب ما جاء في المراسلة التي توصلت ''التجديد'' بنسخة منها. وقال أبناء المعتقلين ''إن اعتقال آباءنا يفتقد لكل شروط المحاكمة العادلة..وأهدرت السلطات المغربية كرامتنا وكرامة أسرنا حينما شهرت بآبائنا وصورتهم كإرهابيين، قبل أن يقول القضاء كلمته، فصار من الصعب علينا مقابلة أقراننا وأساتذتنا في مدارسنا...إن اعتقال آباءنا الظالم حرمنا ويحرمنا من الحق في النمو من غير خوف، ومن تلبية حاجاتنا الأساسية وتحقيق إمكاناتنا الكاملة.. آباءنا ليسوا إرهابيين، فقد نشئونا على التسامح ونبذ العنف ونبذ الكراهية''. هذا وعرفت الوقفة الاحتجاجية حضور العديد من الجمعيات الحقوقية وممثلين عن حزب العدالة والتنمية وحزب اليسار الموحد، وحزب الأمة غير المرخص له، وحزب البديل الحضاري المنحل..''