كشفت زيارة قافلة طبية لعشرات الأطباء وجمعيات الوقاية من داء السكري، عن تدهور الوضع الصحي بمدينة أرفود والمناطق المجاورة لها، وعن اختلالات كبيرة في البنية الصحية التحتية بالمنطقة، التي يبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة، وتوفر على مستشفى مركزي وحيد يضم طبيبين فقط، بينما لا يتوفر على أي تخصص من التخصصات الطبية، واستفاد أزيد من ألفين مواطن بمدينة أرفود، من فحوصات الكشف عن داء السكري، وقياس نسبة السكري في الدم وارتفاع الضغط الدموي، بالإضافة إلى فحوصات تخص أمراض القلب والشرايين، وأمراض العيون، وطب الأسنان، وذلك في إطار أشغال الملتقى الوطني الثاني للهيئة المغربية لجمعيات داء السكري، الذي احتضنته مدينة أرفود يومي السبت والأحد الماضيين، وكشف الدكتور رشيد ميري عن معطيات تتعلق بالملتقى، اعتبرها مؤشرا على تحقيقه للأهداف المسطرة، من أجل إعادة البسمة للمئات من الأسر المعوزة بالمنطقة، وتحدث ميري في تصريح ل''التجديد''، عن مشاركة أزيد من أربعين طبيبا من مختلف التخصصات، بالإضافة إلى مشاركة نحو خمسين جمعية تهتم بالوقاية من داء السكري، يمثلون مختلف المدن المغربية، وكذا مشاركة نوعية للوحدة المتنقلة للفحص والعلاج، تشرف عليها الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان فرع فاس، والتي قدمت الفحص والعلاج المجاني للكبار والصغار. واعتبرت الدكتورة خديجة بافريج، اختصاصية في أمراض الأسنان بفاس، أنه من ''الملفت للانتباه درجة الوعي لدى الساكنة، بينما يلاحظ ضعف الإمكانات المادية من أجل المبادرة إلى العلاج''، ولاحظت بافريج في تصريح ل''التجديد''، غياب طبيب اختصاصي في أمراض الفم والأسنان بالمستشفى المركزي بالمدينة، وهو ما يضطر معه المرضى إلى التنقل لمدينة الراشدية لتلقي العلاج، بينما تلجأ الأسر الميسورة إلى عيادة خاصة وحيدة موجودة بالمدينة، وأكدت المتحدثة بأن الفريق الطبي المتخصص في أمراض الفم والأسنان، عمل خلال اليومين السابقين، على تقديم العلاجات المستعجلة، بالإضافة إلى تقديم الإرشادات للمواطنين، وتوعية وتحسيس مئات الأشخاص المستفيدين من الفحوصات الطبية، كما وزعت الفرشاة ومعجون الأسنان على جل المستفيدين من الفحوصات، بينما تحدث نائب رئيس المكتب المركزي للجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان، عن شعور طاقم الجمعية بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والتزم بالعودة مجددا للمنطقة لتقديم المزيد من الفحوصات والخدمات المجانية في إطار حملات تحسيسية منظمة. من جهة أخرى، استحسن عدد من المواطنين استقت ''التجديد'' تصريحاتهم، مبادرة تنظيم الملتقى في مدينة آرفود، والمساهمة في التخفيف من معاناة ساكنة عاصمة التمور، كما استفاد المئات من المرضى من وصفات طبية، إذ وضعت رهن إشارتهم صيدلية أشرف عليها أطباء صيادلة، ضمت كميات كبيرة من الأدوية ساهم بها عدد من المحسنين، وتمنت الدكتورة غزلان الزولاتي، طبيبة بإقليم تازة، أن يكون تنظيم الملتقى بمدينة أرفود، وما تضمنه من حملات طبية، ''دافعا للنهوض بمستوى الخدمات الصحية والبنيات التحتية بالإقليم''، وعبر عبد العالي لرهيب، رئيس جمعية الإخلاص لداء السكري بفاس، عن اعتزازه بما خلفه الملتقى من نجاح باهر، واعتبر المتحدث أن الملتقى يعتبر انطلاقة جديدة للعمل الحمعوي الإجتماعي بجل المدن المغربية، معربا عن أمله في شحد همم عشرات الجمعيات المهتمة بالوقاية من داء السكري، للعمل الجاد والمتواصل من أجل التخفيف من معاناة مرضى السكري بالمغرب.