يفتقر سكان مدينة بن جرير لأطباء أخصائيين في الغدد الصماء وأمراض السكري، إلى جانب افتقارهم لمختبرات للتحاليل البيولوجية للكشف المبكر عن الداء بتحليل مستوى السكر في الدم.توافد كبير لسكان ابن جرير على حملة التشخيص للكشف عن مستوى السكر في دمهم (خاص) وإلى الموارد البشرية، الطبية والتمريضية، علما أن عدد سكان الأحياء الفقيرة في بن جرير يزيد عن 100 ألف نسمة. وفي ظل هذه الظروف، يلجأ مرضى السكري في المدينة، إلى صيادلة المنطقة للكشف عن مستوى السكر في الدم "الكليسيمي" باستعمال أجهزة الاختبارالسريع، من خلال وخز أصبع اليد لاستخراج قطرة دم وكشف مستوى السكر فيها، في عين المكان. ونظمت نقابة صيادلة بن جرير، أول أمس السبت، يوما للتشخيص الطبي المجاني للسكري، احتضنته مدرسة ابن طفيل، التي توافدت عليها شريحة عريضة من سكان المنطقة، من فقراء الأحياء الهامشية، لمراقبة تطور مرضهم، إلى جانب فئة من الميسورين، وجدوا في المناسبة فرصة لمراقبة تطور مرضهم، تفاديا لتحمل عناء الانتقال إلى أطباء أخصائيين خارج المدينة. وقال الدكتور فؤاد سعيد، الكاتب العام لنقابة صيادلة بن جرير، ل"المغربية"، إن ألفي مواطن من المنطقة استفادوا من فعاليات اليوم، ضمنهم مصابون بداء السكري، وآخرون اكتشفوا مرضهم به، وتعرفوا على معلومات طبية حول سبل الكشف عن الداء، وأهمية الاستمرار في مراجعة الطبيب الأخصائي، واحترام نظام التغذية السليمة، إلى جانب توعيتهم بمخاطر عدم احترام نصائح الطبيب، والتراخي في مراقبة مستوى السكر في الدم. وأضاف سعيد، الذي يعمل طبيبا صيدليا في المنطقة، أن اليوم التشخيصي كشف للصيادلة عن العدد الكبير لمرضى السكري، وعن تطور المرض لدى الحالات المصابة، إذ تبين للأطباء الأخصائيين، المساهمين في اليوم التحسيسي، أن حالات هؤلاء تستدعي تغيير طريقة علاجهم، من استعمال الأقراص إلى الأنسولين، بينما اكتشفت حالات جديدة تستدعي العلاج بالأقراص. وعبر عن أمله في تحرك الجهات المسؤولة، والوصية على القطاع، للعمل على تعيين أخصائيين في أمراض السكري والغدد بمنطقة بن جرير، ومحاربة الخصاص في البنيات الصحية، من موارد بشرية تمريضية وطبية، لوقف انتشار الداء. وأفاد الطبيب الصيدلي أن 450 جهازا للمراقبة السريعة لمستوى السكر في الدم وزعت على المرضى الفقراء والمحتاجين، لمساعدتهم وتشجيعهم على مراقبة صحتهم، وأن الجهاز الواحد يكلف 250 درهما. وذكر بمشاركة 30 طبيبا في حملة التشخيص، من مختلف التخصصات الطبية، في أمراض الغدد والقلب، والعيون والأسنان، والصحة العقلية، والجهاز الهضمي والكلوي، وفرع الجمعية المغربية لصحة الفم والأسنان في بن جرير. كما وزعت أدوات لتنظيف الأسنان، ومنحت أدوية مجانية للمعوزين، بينما أحيلت بعض الحالات المرضية على أخصائيين آخرين. وقال فؤاد سعيد إن "فكرة تنظيم اللقاء ترسخت لدى صيادلة نقابة بن جرير بعد أن لاحظوا ارتفاع توافد المواطنين على صيدلياتهم لمراقبة نسبة السكر في الدم، وسوء صحة بعضهم، وتأكد إصابات جديدة متعددة، بينما لا تتوفر فيه شريحة عريضة منهم على أي تأمين صحي، أو إمكانات مالية، تمكنهم من احترام مواعيد مراجعة الطبيب الأخصائي، وجهلهم بمخاطر المرض وتبعاته السلبية". وأشار إلى أن اليوم التشخيصي جاء بتنسيق مع المندوبية الطبية الإقليمية لقلعة السراغنة، وساهمت في تمويله نقابة صيادلة بن جرير، بمساعدة من مندوبين للأدوية، ومحسنين، وفرع الجمعية المغربية لصحة الفم والأسنان.