لا يزال مواطنون ينتظرون بعشرات الدواوير بجماعة «تيسنت» القروية بإقليم طاطا، منذ أزيد من سنة، إيفاد أطباء وممرضين للمركز الصحي الوحيد بالجماعة لتمكين الأطفال والنساء والشيوخ من حقهم في التطبيب والعناية الصحية. وحسب شكايات الساكنة فإن الوضع الصحي بالمنطقة المذكورة، والتي تبعد ب70 كيلومترا عن طاطا شرقا، ازداد تأزما بالنظر إلى النقص الحاد في الموارد البشرية، خاصة وأن سكان المنطقة يتجاوز عددهم 10 آلاف نسمة، ويتوزعون على عشرات الدواوير، والتي منها ما يبعد ب20 كيلو مترا عن المركز. وأوضح بعض المواطنين لدى اتصالهم ب«المساء» أنه بعد أن كان المركز يضم طبيبين فيما مضى، أصبح الآن مركزا يتيما، ولا أثر فيه لأي طبيب، مما يزيد الوضع سوءا، خاصة مع حلول فصل الشتاء، حيث يكثر انتشار مرض التهاب اللوزتين في صفوف الأطفال، كما يضطر أي مواطن يرغب في الحصول على شهادة طبية إلى الانتقال إلى مدينة طاطا، في حين يستسلم عدد كبير من المرضى للقدر على اعتبار ضعف إمكانياتهم المادية، بينما تزداد معاناة المصابين بالأمراض المزمنة كداء السكري والربو والأمراض العقلية والضغط الدموي وغيرها. ولدى اتصال «المساء» بالمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بطاطا أوضح، أحمد أوتمولايت، أن قطاع الصحة يعيش خصاصا حقيقيا على مستوى الموارد البشرية، وخاصة في ما يتعلق بالطب العام، وقدّر المسؤول المذكور الخصاص في حوالي 30 طبيبا، وأوضح أن المصالح المركزية للوزارة توفر المناصب المالية الكافية لذلك، إلا أن الأطباء المتخرجين لا يضعون إقليم طاطا ضمن المناطق التي يرغبون في العمل بها، وأقرّ المسؤول المذكور، بخصوص المركز الصحي ب«تيسنت»، أنه لا يتوفر إلا على قابلتين وبعض الممرضين، وأنه يفتقر بالفعل إلى طبيب.