شدد محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح على أن لغة التيئيس خطر على المغرب. وأبرز الحمداوي عشية السبت 30 أكتوبر 2010 بالقنيطرة على أن في واقعنا فرصا متاحة للإصلاح يجب أن نستثمرها. معتبرا خلال كلمته بمناسبة افتتاح المؤتمر المحلي لحركة التوحيد والإصلاح بالقنيطرة إلى أن مهمة الجميع تتمثل، كل من موقعه، على توسيع مداخل الإصلاح، بعيدا عن لغة التيئيس، واستلهاما لمنهج التدرج والمشاركة ومطلب إقامة الدين في الدولة والمجتمع. وقال الحمداوي: أخشى أن نفوت عددا من الفرص المتاحة أمامنا من أجل الإصلاح، وأن نخلف الوعد في تمكين الأمة من الأطر المرجعية التي تستجيب لهويتها الحضارية في كل المجالات. من جهة أخرى أكد الحمداوي على أن حركة التوحيد والإصلاح اختارت منذ البدء عدم اللجوء إلى منطق المظلومية والعيش في ظلالها، لجلب المتعاطفين. معتبرا أن هذا الأسلوب في الاستقطاب ، وإن كان قد يحقق مكاسب آنية وظرفية، إلا أنه من الناحية الإستراتيجية لن يحقق الأهداف الكبرى في عملية الإصلاح. وأضاف الحمداوي: قد لا نحتاج إلي جهد كبير لتذكير الناس بالسلبيات التي تعتمل في الواقع المعيش، لكن ما يحتاجه الناس أكثر هو مقاربة الأخذ بيدهم نحو الصلاح والإصلاح وأبرز الحمداوي أن السالك في طريق الإصلاح، لابد أن ينتظر في طريقه العقبات المتجلية في صنوف المنع والتضييق والمعاناة، كما أنه يجب أن ينتظر تهديدات جبهة الفساد والإفساد، لكنه ، يضيف رئيس الحركة ، لايجب أن يستسلم للأمر الواقع، بل عليه مجابهة التحديات. فالتنظيمات الناجحة، في نظر الحمداوي، هي تلك التي تواجه كل أشكال التحديات من أجل إقامة الدين على جميع المستويات وفي كل المجالات. من جانب آخر، اعتبر المهندس الحمداوي أن دور أبناء الصحوة الإسلامية راهنا يتمثل في الدعوة ليس فقط إلى الحفاظ على منجزات الصحوة الإسلامية، وهي كثيرة. وإنما العمل بمنطق الانفتاح على الغير لتشكيل جبهات متعددة من أجل تطوير تلك المكتسبات ونشرها والإسهام في ترشيد التدين وسط المجتمع. إن دورنا، يؤكد الحمداوي، هو أن ننقل هم وانشغال المساهمة في ترشيد التدين والسعي للمساهمة في سمو المرجعية الإسلامية إلى آخرين، وكذلك العمل وفق جبهات في حقل التدافع القيمي والأخلاقي والهوياتي. من جانبه قال مصطفى بورعدة رئيس الفرع المحلي لحركة التوحيد والإصلاح بالقنيطرة ''نحن جد قلقون بخصوص مصير إخواننا الصحراويين المحتجزين (في مخيمات تندوف) وحرمانهم من حقهم في التعبير عن تأييدهم لمخطط الحكم الذاتي الذي يتسجيب لتطلعاتهم ويحفظ كرامتهم''. وأضاف بورعدة أن اختطاف مصطفى سلمة ولد سيدي مولود من قبل ميليشيات ''البوليساريو'' يشكل مثالا صارخا على المعاناة التي يعيشوها هؤلاء في هذه المخيمات. من جهة أخرى، أعرب عن دعم الحركة للشعب الفلسطيني في كفاحه ضد المستوطنين الإسرائيليين، وإدانتها القوية لعملية تهويد الأراضي الفلسطينية. وأشاد بورعدة، على صعيد آخر، ب''التطورات الإيجابية'' التي يشهدها الحقل الديني بالمغرب، خاصة توسيع المجالس المحلية للعلماء وتفعيل دور المجالس في إطار إمارة المؤمنين. واستأنف الفرع المحلي للحركة يوم الأحد 31 أكتوبر 2010 أشغاله التي ستنتهي بالمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي وانتخاب أعضاء مكتبها الجديد. وركزت مداخلات خلال اللقاء على إدانة كل أشكال وأساليب التطبيع مع الكيان الصهيوني، من مختلف البوابات الرياضية والفنية والبحث العلمي والاقتصادية والسياحية.