ما يقال الأذكار والأدعية في الوضوء مما يمكن أن يقتحم عليك بريدك الإلكتروني ويخص عبادة الوضوء، كلام مختلق ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه أن تقول عند غسل اليدين: اللهم ناولني الكتاب باليمين، وعند المضمضة: اللهم ثبت لساني بالنطق بالشهادة، وعند الاستنشاق: اللهم استنشقني رائحة الجنة، وعند الاستنثار : اللهم نجني من رائحة الزقوم، وعند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه وتبيض الوجوه، وعند غسل اليدين إلى المرفقين : تقول في اليد اليمنى: اللهم اجعلني من أصحاب اليمين، وفي اليد اليسرى: اللهم نجني من أصحاب الشمال، وتقول في رد مسح الرأس: اللهم اعتق رقبتي من النار، اللهم ردني مرد المؤمنين. وعند غسل الرجلين : اللهم لا تزل قدمي عن الطريق المستقيم. ثم يرجو منك المرسل لهذه الكلمات إرسالها لغيرك تعميما للفائدة!! والحال أن المومن في أمر دينه يتحرى ويضبط ما يتعبد به ويكون شعاره: إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل، وبالرجوع إلى السنة الصحيحة والحسنة لا نجد أثرا لهذه الأذكار والأدعية في هذه المواضع المخصوصة. وإنما الثابت البسملة عند بدء الوضوء، ثم ذكر ودعاء ختمه، روى النسائي عن أنس قال طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم ماء فوضع يده في الماء ويقول: توضئوا بسم الله فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم قال ثابت قلت لأنس كم تراهم قال نحوا من سبعين'' قال فيه ابن الملقن على شرح البخاري أصح شيء في باب التسمية في الوضوء. وروى الترمذي وحسنه الألباني عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه '' قال الترمذي: قال أحمد بن حنبل لا أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد، قال محمد بن إسماعيل البخاري: أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن '' وبخصوص ذكر آخر الوضوء، جاء في صحيح مسلم بسنده عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :''ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء '' وفي رواية قال: فذكر مثله، غير أنه قال: من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله'' وعند الترمذي زيادة على هذه الصيغة، فقد روى في سننه وحسنه الألباني عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء '' قال صاحب تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي'' قَوْلُهُ : ( اللَّهُمَّ اِجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ ) جَمَعَ بَيْنَهَا إِلْمَامًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } وَلَمَّا كَانَتْ التَّوْبَةُ طَهَارَةَ الْبَاطِنِ عَنْ أَدْرَانِ الذُّنُوبِ وَالْوُضُوءَ طَهَارَةُ الظَّاهِرِ عَنْ الْأَحْدَاثِ الْمَانِعَةِ عَنْ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ تَعَالَى نَاسَبَ الْجَمْعَ بَيْنَهُمَا . ومما ورد في أذكار آخر الوضوء: ( سبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك ) . فقد رواه النسائي في '' عمل اليوم والليلة'' والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . وقد صححه الألباني في ''صحيح الترغيب'' و''السلسلة الصحيحة''. وقد اختلف الرواة هل الحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي سعيد رضي الله عنه ؟ وبخصوص الاكتفاء بالبسملة ودعاء آخر الوضوء، يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في هدي خير العباد: ولم يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئه شيئا غير التسمية، وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه فكذب مختلق، لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منه، ولا علمه لأمته، ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله، وقوله: أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ في آخره، وفي حديث آخر في سنن النسائي مما يقال بعد الوضوء أيضاً : سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ.''.