نبه مجموعة من الخبراء خلال اجتماعهم بإشبيلية في إطار مؤتمر صحفيي ضفتي مضيق جبل طارق (2421 أكتوبر 2010)، إلى أن وسائل الإعلام في الفضاء المتوسطي، ولا سيما منها الصحافة المكتوبة، تواجه خطرا لكونها تجد نفسها اليوم بين مطرقة الأنترنيت وسندان الإثارة. وحسب المشاركين في الاجتماع، فإن أهم ما يجعل هذا التهديد قائما، فضلا عن عامل الانترنيت، هو صعوبة ظروف العمل، والزحف الواسع لصحافة الإثارة الذي أدى إلى تراجع في جودة العمل الصحفي، وأخيرا إنحسار عائدات الإشهار. من جهته، إعتبر يونس مجاهد الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ونائب رئيس الفدرالية الدولية للصحفيين، أن المهنة تواجه العديد من المخاطر، من بينها سيادة الهاجس التجاري، الذي يضر بجودة المنتوج المكتوب، مضيفا في السياق ذاته أن اللجوء إلى توظيف الإثارة صار رائجا بشكل كبير. وتوجه مجاهد باللوم إلى من يحاول تحميل مسؤولية أوضاع المهنة للصحافيين وحدهم، معتبرا أنه ''لايمكن أن نتصور مجتمعا ديموقراطيا بدون صحافة مستقلة''. وحسب مجاهد، فإنه بات لزاما على الدولة أن تتدخل في هذا القطاع بهدف إنقاذه وتحصينه من كل محاولات تسليعه ووضع اليد على سوق الإشهار. ودعا في هذا الصدد، إلى تعزيز العمل النقابي والتنسيق بين مختلف النقابات، فضلا عن إحداث تحالف يضم الصحافيين والفاعلين في المجتمع المدني من أجل صون المهنة من أية مخاطر محتملة. وقد عرف هذا اللقاء الذي نظمته جمعية صحافيي منطقة جبل طارق، بتنسيق مع الجمعية المغربية للصحافة (مقرها بتطوان)، تحت شعار ''الاتحاد من أجل المتوسط''، مشاركة خمسين صحفيا من كلا الضفتين، وكذا خبراء وأكاديميين وأساتذة جامعيين ومنتخبين من ضفتي حوض المتوسط.