عبر المتضامنون المشاركون في قافلة شريان الحياة 5 المتوجهة إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية لكسر الحصار المفروض منذ نحو خمس سنوات عن استيائهم للقرار المصري القاضي بمنع 17 منهم من دخول الأراضي المصرية والعبور إلى غزة، مطالبين السلطات المصرية بإعادة النظر في هذا القرار. وقد شملت قائمة أسماء المتضامنين الممنوعين من دخول الأراضي المصرية، 17 شخصا معظمهم من حملة الجنسية الأردنية فيما ورد اسم 5 بريطانيين ضمن لائحة المنع يتقدمهم النائب البريطاني السابق جورج غالوي والناطق الرسمي باسم قافلة شريان الحياة زاهر بيراوي، إضافة إلى متضامنين تركيين شاركا في أسطول الحرية. وقد أثار إعلان قائمة الأسماء موجة من الاستغراب والاستهجان في صفوف المشاركين بالقافلة، كونها شملت أشخاصا لم يتبادر إلى ذهن أحد أنهم قد يشكلون بأي شكل من الأشكال خطرا على الأمن المصري كما ادعت بذلك أجهزته الأمنية، على غرار الشيخ اسماعيل نشوان وهو مواطن أردني من أصول فلسطينية يبلغ من العمر 82 سنة، سبق له أن شارك بقوافل شريان الحياة السابقة، كما أنه نجا من موت محقق في أسطول الحرية السابق. وهاجم الناشط الحقوقي والعضو السابق بمجلس العموم البريطاني جورج غالوي، القرار المصري ووصفه ب السخيف والمحزن في نفس الوقت، مبديا استغرابه من التعليلات التي ساقتها الجهات الأمنية هناك لتبرير منع الأشخاص الواردة أسمائهم من الوصول إلى ميناء العريش. ولم يتوان غالوي الذي سبق للسلطات المصرية وأن أصدرت قرارا بمنعه من دخول أراضيها، في توجيه لوم شديد للرئيس محمد حسني مبارك على إتخاذه هذا الموقف الذي قال إنه يدعو للخجل، مخاطبا إياه بالقول كيف ستلقى الله يوم القيامة يا مبارك بمثل هذه القرارات الجبانة.وأكد أن البعض كان يراهن على إطالة فترة انتظار الرد على طلب الترخيص بالنزول في العريش، من أجل ثني المتضامنين والفت من عزيمتهم في مواصلة العمل على تحقيق هدفهم بكسر الحصار عن سكان القطاع، مشيرا إلى أن العكس هو الذي حصل تماما حيث لم يزد ذلك المتضامنين القادمين من 30 دولة إلا إصرارا على المضي في تحقيق الهدف الذي خرجوا من أجله قبل قرابة الشهر. ولم يستبعد ارتباط قرار المنع هذا بما سبقه من مساع رامية إلى وضع العراقيل في وجه القافلة بهدف وقف كافة الجهود الإنسانية الموجهة لإغاثة سكان غزة كمحاولة لطي الحديث عن موضوع الحصار بصفة نهائية. وحمل قرار المنع قدرا من الغرابة حين بررت السلطات المصرية موقفها ببعض المعطيات المغلوطة، من ذلك أنها اعتبرت الشيخ نشوان الأردني مواطنا تركيا، كما ضمت قائمة الممنوعين ابنه مصطفى وكذا أحد الصحفيين الأردنيين وهو خضر مشايخ مراسل إذاعة الحياة الأردنية. ولم تستثن قائمة المنع حتى المتضامنين الغربيين على غرار الناشطة البريطانية في مجال حقوق الإنسان أمينة أوبايين، التي بنى الجانب المصري قرار المنع بحقها على معلومات خاطئة حين اعتبرها زوجة لجورج غالوي مع أن الناشطة المذكورة لم يسبق لها وأن تزوجت من قبل. كما حملت لائحة الحظر أسماء شخصيات لم تدرج أصلا في القائمة الرسمية المسلمة لدى السلطات المصرية باعتبارهم ليسوا من المشاركين في شريان الحياة ,5 وهو ما يؤكد إعدادا الجهات المسؤولة في القاهرة لهذه القائمة مسبقا حتى قبل أن تتسلم أي شيء من قيادة فيفا فلسطين. ومما أثار حفيظة الجميع، هو إقدام السلطات المصرية على منع إثنين من المتضامنين الأتراك ممن أصيبوا في أسطول الحرية، خصوصا وأنهما جاءا للمشاركة خصيصا لنقل البعض من تراب أضرحة الشهداء الأتراك التسعة الذين قضوا على ظهر مرمرة لمزجها بتراب شهداء غزة كدلالة على امتزاج دماء التضحية في سبيل القضية الفلسطينية. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت أن القاهرة بصدد إبلاغ منظمي قافلة شريان الحياة 5 بالسماح لهم بالدخول إلى ميناء العريش. وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية نحن الآن بصدد إبلاغ منظمى القافلة بالسماح لهم بالإبحار من ميناء اللاذقية السورى إلى ميناء العريش، مؤكداً على أن موقف مصر من النائب البريطانى السابق جورج غالاوى لم يتغير، فى إشارة إلى قرار منعه من دخول مصر.